" إن الله قد بعث أرواحكم في هذه الحياة كشعلات مضيئة تنمو بالمعرفة ، وتزيد جمالاً باستطلاعها خفايا الأيام ، والليالي ، فكيف تلحقونها بالرماد ، لتبيد وتنطفئ ، إن الله قد وهب نفوسكم أجنحة لتطير بها سابحة في فضاء الحب والحربة ، فلماذا تجرونها بأيديكم وتدبون كالحشرات عن أديم الأرض ، إن الله وضع في قلوبكم بذور السعادة فكيف تنزعونها وتطرحونها على الصخر لتلتقطها الغربان وتذريها الآرواح "

لعل ما قاله جبران هنا يقترب من المعنى الذي قالته رضوى عاشور " لكل المقهورين في الأرض أجنحة " ، كلمات جبران هنا كانت واضحة جدًا في أن القلوب لا تحب إلا صارت روحًا ، ولا تصير حرة إلا إذا تمردت ، يحاول هنا أن يستنفر عقول القراء أن يتقبلوا فكرة الثورة والتمرد من خلال عدة نماذج يعدد من خلالها أشكالاً مختلفة للتمرد ، يبث من خلالها شجونه وثورته وسخطه على النمطية والتقليد والروتين، وعلى الأفكار السياسية والقوانين العرجاء، مختلطة بروح صوفية عربية فتشعر من كتاباته كأنك تقرأ في سفر التكوين .