التحول > مراجعات رواية التحول > مراجعة Mostafa Farahat

التحول - فرانز كافكا, د. نبيل الحفار
تحميل الكتاب

التحول

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

" كنت أعدو يومياً من أجلهم ، ضارباً قلبي فى وجه الدنيا ، اردت الراحة لهم من عبث العالم وقسوته ، اردت ان يتحقق حلم كل منهما ، كنت اريد راحتهم وراحتي ، وبينما ما كنت اعدو واجري ، أصبحت حشرة ، فأصبحت مسخاً لا قيمة له ، ولم يعد لهم فى لا ناقة ولا جمل ، ورغم التحول ، كنت احلم من أجلهم ، وكنت اشعر بالخزي والعار بأنني لم اعد استطيع المساعدة مرة اخرى ، ولكن لم يشفع لي مواجهتي للعالم فى السابق من اجل اسعادهم ، ولا ضعفي وقلة حيلتي كحشرة صغيرة ما هى سوى نكرة .."

أن تصير مسخاً لا قيمة له ، ان تشعر كأنّك لا شئ بين أشياء كنت يوماً بينهم شيئاً ، وأن تشعر أن وجودك صارَ عبئاً على غيرك ، هذا أصعب شعور وحالة يمكن ان يشعر بها إنسان ، خصوصاً لو كانت من أقرب الناس إليك من كنتَ فى يوم تعمل على راحتهم ، حتى إذا ما صرتَ غيرك ، انقلبوا عليك ، وتحوّلت العلاقة من أقصى درجات المحبة إلى أقصى دركات البغض .

القلوب فى مثل تلك الأوقات ، لا تحتاج إلى ماديات قدر ما تحتاج إلى معنويات ، هذا كله أراد " كافكا " أن يوصله لنا من خلال تلك القصة القصيرة الطول ، السريعة الأحداث .

" جريجور سامسا " حين فوجئ ذات صباح أنه تحول إلى حشرة ، شعر بأن وجوده صار عبئاً على أسرته ، هذه الأسرة التى تعب يوماً ما لأجلها ، وعندماوقع فيما وقع فيه ، لم يجد منهم ولاء ، بل وجد اشمئزازاً وبغضاً وكرها لوجوده ، حتى أبسط حقوقه المتمثلة فى المأكل والمسكن لم يجدها ، فأكله أصيح عبارة عن فتات وبقايا طعام ، ومسكنه صار خزيناً لفضلات المنزل .

كل هذا بالنسبة له كان هيناً بجانب معاناته الكبرى فى معاملة أسرته له ، والده ، والدته ، أخته ، الكل صار ينفر منه ، وحتى وإن أدوا له مساعدة لا تكون بدافع أخوة أو أبوة، بل بدافع لا يدرى هو نفسه كنهه .

قلت : أن الكاتب فى البداية بدأ صدامياً جداً وهذا قلما أجده لدى الكتاب الآخرين ، كنت أتوقع أن صدامية الكاتب الأولى تهيئنى لصدامية أكبر من موت " جريجور " ، لأنى اعتبرت تلك النهاية مأساوية أكثر من كونها صدامية .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق