يتحدث أفلاطون في هذا الكتاب على لسان معلمه سقراط، مستخدماً أسلوب الجدل السقراطي.
حيث يبدأ أولاً بمناقشة مفهوم العدالة وينتقل بعدها إلى مناقشة كيان الدولة المثالي سياسياً واجتماعياً وثقافياً وصفات الحاكم المثالي و..
العديد من آرائه كانت ممعنة في المثالية وخاصة فيما يتعلق بالمواضيع الثقافية والاجتماعية الخاصة بتلك الجمهورية، لكن أشد ما لفت انتباهي هو عبقريته الظاهرة عند حديثه عن أنواع الحكومات وكيف تنتقل الدولة تلقائياً بين تلك الأنواع مثلاً من الديمقراطية إلى الاستبدادية، أو من الأليجاركية إلى الارستقراطية، وعلى ما أعتقد أنه أول من تحدث عن الحكم التيموقراطي الذي تناوله العديد من الفلاسفة بعده.
بشكل عام كان أسلوب الكتاب مثير للضجر، ويحتاج إلى صبر كبير لإكماله، وخاصة أنه يتبع الجدل السقراطي الساذج منه، أي أنه في الحقيقة جدل مصطنع وليس إلا سرد للمعلومات يقدمه سقراط وموافقة غالباً ما تتم دون أي نقاش من قبل محدثه.
لكنني عندما أنهيت الكتاب لم أستطع إلا وأن أبدي إعجابي بعظمة ذلك العمل الذي امتد أثره حتى يومنا هذا