هو كتاب روحاني عميق . هنالك ارتباط قوي بين تسمية كل فصل والفصل نفسه ؛ فهنالك الأرض ، الأشياء الصلبة متشربة وساكنة . الماء ، الأشياء السائلة تتغير ولا يمكن التنبؤ بها . الريح ، الأشياء التي تتحرك تتطور وتتحدّى . النار ، الأشياء التي تتدمر وتتحطم . العدم ، الأشياء الموجودة من خلال غيابها .

منحتني هذه الرواية بعداً جديداً للحياة ، وتفكراً جديداً للعشق والحياة والأبتهال والصلاة .

تركت هذه الرواية لفترة كي لا تدخل جميع تعاليمها لرأسي ، فلا يمكنني الخوض بما هو حرام تحت مسمى العشق الالهي ، فكيف طلب شمس من الرومي أن يحضر الخمر وهو يعلم أن النظر اليه محرّم فكيف امساكه وشربه؟ . تعرض الرواية الشيوخ بشكل متعصبين وينتقدون كثيراً ، فتقول الرواية أن الله منحنا الموسيقى لكي نرقص له حباً ، اتظنون ان الله يحتاج رقصكم على انغام الشياطين لكي تعبروا عن حبه ؟ لكلٍ فكره لكني لا اتفق مع هذا . في بداية الرواية تشعر بهذا الزخم من المشاعر التي تهب بداخلك ، وبقدر السعادة . احببت جداً الانتقال الزمني وترابط الأحداث ، فلم تمر علي رواية بهذا القدر من الدقة في الوصف وسلاسة الأنتقال بين حقبتين مختلفتين من الزمن متصلتين في آن واحد . تشدك الرواية لتعرف المزيد عن الصوفية ، وربما بدأت احب الفلسفة ايضاً بعض الشيء . إن حاولت ان تتحدث عن احداث الرواية لشخص سيلقاها عادية خالية من المتعة ، ان التفاصيل الصغيرة التي ننساها هي اجمل ما في الرواية .. اتعلمون ؟ وكأني كنت ابحث عن الجزء الذي يقول فيه شمس- لأحكي لك قصة - واتمنى لو تجمع القصص وتوزع على العقول الفارغة . لا اعرف ما اقول بقضية ان تطلب الفتاة يد رجل ، اليس من الغباوة ان تفعلي ذلك يا كيميا ان علمتي ، (أو كان يجب ان تسألي لتعلمي ان كان شمس يحبك ؟ ) كل مل فعلته انها قللت من قيمة نفسها وخسرت حياتها . لو بقيت اتحدث حتى تنضب الكلمات لن افي هذه الرواية حقها ، قلت انني سأعيدها مراراً وتكراراً عندما تتزاحم الكتب التافهة التي تعطى للمراهقين امثالي ، اطلت عليكم قليلاً ، سأُنهي بهذه العبارة

( العشق هو ماء الحياة ، والعشيق هو روح من نار )