يستطيع الواقع أن يبهرنا دائماً، بقدرته على تجاوز الخيال بمراحل، خاصة فيما يتعلق بالسلوك البشري.
إشمائيل بيه يحكي الطريق الطويل للوصول للأمان والسكينة، من صبي يهوى موسيقى الراب، إلى هارب من وحش الحرب الذي لا يرحم، ليجد نفسه مشرداً هو وصحبه في غابات وأحراش سيراليون. ليجد نفسه بحثاً عن المأوى والطعام آلة قتل، لا تمل الدم ولا ترتوي منه.
وها هو يجد الفرصة ليعود إنطاناً، وكان الأمر عسيراً، ليقبله المجتمع من جديد. وها هي الحرب، تدفعه ليهرب من بلاده خوفاً، ليستقر في بلاد البيض.
الكتاب رغم متعته، قاس وموجع حد البكاء، خاصة لمن عاش هذه التجربة وإن بشكل مختلف قليلاً، كما في حالتنا الليبية. وهو يحمل بين سطوره تجربة إنسانية كبيرة وعميقة.