هذه البقعة من الأرض فتحت لأبنائها السجون لشتى الأسباب فامتلأت وضجّت بهم حتى صنعوا جزءاً أصيلاً من أدبنا العربي يسمى (أدب السجون)!
وصرنا نحتفل بالسجن ونجعله رمزاً للقوة والصبر والتحمل والنصر والثورة!
وصار السجن مدرسةً وجامعة وبيت علم ومصنع رجال!
لكن هل يصنع السجن قادةً للتغير وهل يخرج السجن من أقفاصه حراً!
يا لتعاسة أنظمة قمعت أبناء وطنها وسرقت شبابهم وعمرهم فخسرت من قوتها وقّتها ووقتها وأضاعت مستقبلها في أقبية مقيتة يرتع فيها سجانون لا يعرفون ما المطلوب منهم سوى القمع لأجل القمع!
هذه يا منيف كل المتوسط وليست شرقه فقط!
هذه بعضٌ من رفات المساجين لأجل الرأي والكلمة والحرية المكفولة في دساتير منفيّة!
هذه رواية تعكس مستقبلنا المقتول على أيدي ثلّة جاهلة تركنا لها الحرية في قمعنا وانتزاع أعمارنا بين حديد السجن وعلى أرصفة الشوارع وفي الصحف وعلى نشرات الأخبار وفي المدارس والمساجد والكنائس والمحاكم !