لعل هذا الأسلوب من الروايات "العربية" ليس من المعتاد أن نجده بين كتب إنتاجنا، حيث أن الأديب العربي يتمتع بحس عال، ويمسك بيده حروف اللغة بإحكام ويراقصها ببراعة على مسرح الورق، ونجد ملحمة من الكلمات التي تسلب العقول وتأخذ بنا إلى سماوات بعيدة من الخيال والحلم اللذيذ، هذا ما نتوقعه من رواية "عربية"
كانت هذه الرواية بعيدة كل البعد عن هذا التصنيف وهذه الصفات، شعرت وأنا أقرؤها بأني أُمسك رواية مترجمة، ولا يعيدني من إحساسي هذا إلى الواقع سوى الأسلوب الإسلامي وذكر المناطق العربية والمواعظ التي تمثلنا، فقط!
بالتفكير أن الرواية بالأصل هي فن غربي، ولكن للرواية العربية جذر كذلك لم يكن يسقي هذه الرواية أبداً.
أحسست جداً أن الكاتب متأثر بالكاتب الغربي "دان براون" بل شعرت أنني أقرأ لبروان في بعض المقاطع فعلاً! هي رواية تعتمد على خلق الإثارة وقد نجحت في ذلك، وعلى حل لغز وشيفرة والتي لم أجد أن الحل كان حلاً لأن الكثير من الأسئلة في نفسي ظلت مبهمة، وعلى عرض فترة تاريخية مما شعرت أنه كان تثقيفياً.
أرى أن الكاتب كان هدفه قص بعض الأحداث التاريخية، وسرد بعض المواعظ في ثوب قصة تدفع بالقارئ إلى القراءة من خلال الحث والتشويق.
حل الحبكة كان ليس مثالياً في رأيي، بينما الصعود بها إلى حد التشابك كان موفقاً جداً.
الشخصيات ليس مبلورة ببعدها النفسي، بل كان وصفاً اجتماعياً، ومجرد أدوات لتحريك الأحداث بدون بعد خاص فيها يجعلها مميزة أو لتترك ذاك الأثر في القارئ الذي يجعله يختلج ويستشعر أنها شخصية عاش معها إلى الحد الذي يظن أنها حقيقية.
هي شيء غريب في كتابتنا العربية فتم تسليط الضوء عليه، جميل وجذاب ولكن لينجح حقاً يحب أن يصقل أكثر.