لا يفهم من الحب سوى انه حاجة الى بقاء صاحبه بجانبه لا يفارقه ولا يغيب عن وجهه ولا يزيد عن ذلك ولا ينقص شيئا , ولقد استقر هذا الشعور في نفسيهما وملك عليهما حواسهما و خوالجهما فلم يفكرا في تشخيصه و تحديده و استعراض صوره و الوانه , فكان اشبه شئ بالايمان في قلوب العجائز و الالهام في انفس الحيوانات و العبقرية في اذهان الخاملين المغمورين , فهما ينعمان بحب هادئ لطيف لا جلبة فيه و لا ضوضاء ولا تجاذب و لا تاخذ و لا شكوى ولا عتاب و لا سهر ولا قلق ولا خوف من الطوارق ولا خشيه من الفواجئ