الرواية في رأيي متوسطة، لم أحبها وأرى أنها كان من الممكن أن تكون أفضل كثيرا لو لم يلجأ الكاتب لطريقة السرد المفككة متعددة الأزمنة والرواة التي إستخدمها بإفراط ودون مبرر -وبطريقة أقرب إلى الاستعراض- ما أفقد الرواية تماسكها.
بالإضافة لحرصه الغريب على حرق كل الأحداث الفارقة في الرواية مبكرا جدا، ما قضى على أي تشويق فيها.
كما أن الكاتب لم يحاول توضيح الخلفية التاريخية للأحداث الحقيقية التي وقعت الرواية في زمنها، واكتفى فقط بما يتناثر من شذرات على لسان الأبطال هنا وهناك، وهو ما لم يكن مشبعا لي بالمرة.
الشخصيات كذلك لم تكن متماسكة، والكثير من أفعالها غير مبرر أو حتى متسق مع شخصياتهم -قتل حسن الجريفاوي للطفلة ومعاقرة أنصار المهدي للخمر طوال الوقت مثالا- وهو ما أفقدني القدرة على الاندماج أو التعاطف بشكل كبير.
الأسلوب لم يكن سيئا لكنني لم أجده مميزا في نفس الوقت، بالمقارنة بتجاربي السابقة مع الأدب السوداني مع الطيب صالح وأمير تاج السر أرى مستواه أقل كثيرا.
الخلاصة أنني لم أستمتع بقراءتها وأرى أنها أخذت أكثر من حجمها كثيرا.