المدينة المتوترة دوماً، المتحيرة بين طوائفها، الأحياء التي اعتادت التمرن على تفكيك الكلاشينكوف بمهارة وسرعة ستنفع قريبا في معركة تنتظر نفخ الأبواق، وصخب المدينة وحركتها الدائمة اللتان لن تعذرا الحرب أو تعتبراها سبباً كافياً كي تنام، بيروت، ليلاً. هذه رواية بيروت، رواية الحب والحرب، وجمال المدينة، وثقافتها، وعنفها الكامن، وتناقضاتها، وحياتها الليلية، وشخوصها العديدين، وتناص المدينة مع عواصم أوروبية في تماثل يُعد الآن غريبا على أي عاصمة عربية، وإن اختلف الأمر كثيرا بالنسبة لبيروت.
اللغة في نص جبّور تعتمد على سردية طويلة مكثفة، صادمة في مدى سهولتها، بديعة في مدى تحليقها. السرد المتواصل يطرح بشكل ضمني، بدون أن يتوقف الكاتب، إشكاليات عن الهوية والحرب والمصير. شريد المنازل هي أجدر ملحمة تليق ببيروت.