عجيب هو العمري بغوصه في بحار الكلمات ليخرج منها بمعانٍ لم تكن لتخطر لنا على بال، بل وربما لم نكن نلقي بالاً للكلمات ذاتها.. على الإطلاق.

هي ليست فقط مجرد معانٍ بل هي لآلئ يستخرجها ، يربطها بخيط أسلوبه ليصنع منها عقداً أنيقاً وفريداً ومتكاملاً . يظهر لنا جمال ترابط المعاني بأسلوبه الساحر، لتتضح لنا الصورة الكاملة ، والعبرة منها، والدرس الذي يجدر بنا تعلمه .

في هذا الجزء من السلسلة يبدأ شرحه النظري لمفهوم الصلاة بصفتها عاملاً أساسياً للنهضة الحقيقية.

صلاة تأمرنا بالتغيير، وليس فقط فرضاً يجب " إسقاطه" أو "غسالة" للذنوب تكفر ما أذنبنا بين كل صلاة وأخرى. بل بمفهوم أعمق وأكثر اتصالاً بالواقع. استشهاداً بما قال سيدنا عمر رضي الله عنه "إني لأجهز الجيوش في صلاتي" وابتعاداً عن مفهوم "الأعرابي" الذي تمثلناه في أدائنا ونظرتنا لها .

الكتاب كان جيداً جداً. غيّر نظرتي للصلاة وكشف لي معانٍ خفية و جديدة لم أكن أعرفها قبلاً. وشجعني لأكمل بقية السلسلة الشائقة.

لا أعلم لم أنقصت النجمة الخامسة ، ربما لبعض التطويل في شرحه لبعض الفصول ، أو لابتعاده في أول الكتاب - نوعاً ما - عما يهمني من موضوعه، أو ربما لغير ذلك .. وعلى كل حال خذوا مني حكمة: إذا أردتم القراءة لكاتب، فلا تنظروا لصفحته على الفيسبوك، فقد تكون عاملاً مؤثراً على تقييماتكم لكتبه.