مع أن الرواية مليئة بالشتائم والسباب والأحداث الغير لائق ذكرها إذ أنها صيغت على لسان الطالب المراهق هولدن ابن المجتمع الأميركي تحديدا النيويوركي إلا أنها عميقة متذمرة غاضبة سددت طلقة صائبة نحو الزيف والكذب والمظاهر الخداعة التي تتخلل كل المجتمعات وليس فقط المجتمع الأميركي ، عوضا عن أن الأثر الذي أحدثته الرواية كان واضحا ولا يمكن اهماله، لقد تسببت بثورة حين صدروها، وهذا ما يجب أن يكون عليه الأدب "مؤثر" يمس الناس يخاطب الشارع يوضح يوعّي يتذمر عوضا عنك، وربما يمكن اختصار الرواية بهذه العبارة "عدا الأطفال، الكل مزيفون" وغير ذلك من الطبيعي جدا أن يكون بطل الرواية مختل نوعا ما، لا يمكن أن تتواجد بحالة طبيعية في مجتمع غير طبيعي بالذات اذا كنت شديد الملاحظة متفكّر تحلل كل ما تراه من ظواهر ولا تستطيع أن تتكيف مع ما لا يناسب مبادؤك
الكاتب هنا تحدث عما بنفسي وبطريقة لا أستطيع استخدامها ببساطة لأنه من "المعيب" التحدث عن سلبياتنا بطريقة فاضحة، نحن غارقون في تجميل كل شيء، نحن مطمورون بالزيف والتكتم والمجاملات والعادات المجتمعية السطحية والوقحة لذلك لن نصل لأي نتيجة مادمنا نتعامل بلطف مع فظاعاتنا
شكرا سالنجر