في مناظرة اُقيمت في العام 1971 في جامعة فرنسا بين الفيلسوف الفرنسي مشيل فوكو والأمريكي نوم جومسكي من ضمن سلسلة مناظرات تقوم بها الجامعة "مشروع الفلاسفة العالميين" ،في نهاية تلك المناظرة قام أحد الطلاب بتقديم سؤال لنوم جومسكي حول ظهور بعض الشباب المثقفون الذين ينحدرون من اسر استقراطية ويزعمون إنهم جزء من طبقة البولتاريا الثورية بدون إمتلاكهم للوعي الطبقي وهذا قد يبدو لي مشكلة حقيقية تعقيد الحركة الثورية ؟ رد نوم جومسكي بقوله لابد ان تنظم الثورات بإسم الجميع أو الغالبية من المجتمع الذين لديهم المصلحة في التغيير ولا يمكن إقصاء أحد لطالما لديهم الإرادة في التغيير ،وفيما يتعلق بإنحدارهم من اسر استقراطية هذا لا يعني إنهم لا يشعرون بالظلم الإجتماعي التي تمارسها هذه المؤسسات وفي هذا الصدد لا ننسي أن فردرك إنجلز الذي ساهم في صياغة البيان الشيوعي هو منحدر من اسرة أستقراطية ،وهنا تكمن الضرورة الثورية لتزويد هؤلاء الشباب بالوعي الطبقي الذي يمكنهم من التغيير سواء المستوي الفكري أو الدفع في حركة الثورة الإجتماعية.وبالتالي لا يجب حصر الثورة لطبقات التي تقوم بعملية الإنتاج ،لاننا نريد أن نرسخ القيم العمالية لجميع أفراد المجتمع لوقف الإستغلال التي تقوم بها المؤسسات الإنتاجية والمالية والتي تتدعي بانها تؤسس لديمقراطية السوق الحر.

وسأل اَخر ،إنني أعلم جيداً إنك قمت بعمل جسور وشجاع في حرب أمريكا ضد الفيتنام ،كيف لك ان تبقي في مؤسسة إمبريالية مثل MIT وهي معروفة بانها تقوم بتوفير معلومات لـ CIA وبصناعة الحرب ضد الدول التي ترفض التبعية للنظام العالمي الجديد؟

رد جومسكي ،كل ما قلته صحيح نعم الـMIT هي مؤسسة ضخمة تقوم باعمال بحثية هائلة تقدم للأنظمة الرأسمالية والمجتمع أيضاً ،ولكن لا ننسي أيضاً هذه المؤسسة لاتزال تحمل القيم العمالية التي نبعت من الشعب الامريكي وهذه القيم العمالية النبيلة هي التي تقاوم السياسات الإمبريالية المتوحشة ،،لذلك لا يمكن أن نفصل أنفسنا من هذه المؤسسات ،ولا ننسي أن كارل ماركس درس في المتحف البريطاني وكانت الرمز الإمبريالي في ذلك الوقت ،ولكن بالرغم من ذلك إستطاع ان يخرج بنظرية فائض القيمة والتي تفضح هؤلاء الاَن ،وإنني أعتقد إن لم يكن هناك لما إستطاع فعل كل هذا.

ترجمة مصعب عبدالماجد