شوق الدرويش > مراجعات رواية شوق الدرويش > مراجعة طاهر الزهراني

شوق الدرويش - حمور زيادة
تحميل الكتاب

شوق الدرويش

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

في "أرض السودان..الحلو والمر" الأرض المعتقة بالحكايات الأصيلة، أهلها "مسامير الأرض" منتشون مثل "الزين" حالمون مثل "الفرفار" متحضرون مثل "مصطفى سعيد" عشاق مثل "بخيت منديل"..

كل مدنها ممزوجة بالوجع والآمال، تكتنف الفرح والحزن، مدن قريبة من الله والناس.

...

الروايات الأصيلة، القصصية العميقة، السرد المكتوب بشغف وفن، من الطيب صالح إلى أمير تاج السر وعبدالعزيز بن بركة، وأخيراً الشاب حمّور زيادة بروايته الأخيرة "شوق الدرويش" عمل يعتبر فاصلة في السرد السوداني.

"شوق الدرويش" الصادرة هذا العام من دار العين المصرية، رواية ملحمية تدور أحداثها في زمن الثورة المهدية بالسودان (1885– 1899م) التي قامت بزعامة محمد أحمد المهدي ردا على مظالم الحكم التركي المصري، لا تقصد الأحداث لكنها ترفع الهامش فيصبح متنا.

في البداية الصدر لابن عربي، والإهداء إلى التي..

ثم مطلع الرواية:

مدينة مهدي الله، بقعة الإيمان دكتها قنابل الكفار!

لست خائفاً من الموت.. أنا خائف ألا أراكِ مرة أخرى..

أنا آتٍ يا حواء.

"بخيت منديل" يحب، يفقد، يسجن، يثأر، يربطنا الكاتب بخيط عبر عوالمه لتزيد الرؤية، وتتضح الصورة أكثر كلما ولجنا في العوالم، ورغم تشظي الزمن، وتدوير الأحداث إلا أنه الكاتب مزجها بفن، وربط بينها بذكاء، وسردها بحس، بشوق درويش، ووجد صوفي، ولوعة محب، حتى المفاجأة يوظفها بشكل مذهل، وفي الوقت الذي نشعر فيها بموت الحدث، يبعثه تارة أخرى وبقناعة تندر أن نجدها في عمل أدبي، إلا في مثل هذه الرواية الباذخة، هذا غير إلمام الكاتب بالأحداث الكبرى التاريخية، والوثائق، والمذكرات، ومزجها بالهامش، مع إحاطة بالتفاصيل الصغيرة.

في هذه الرواية يحضر الرمز، ويهمش، ويأتي البسيط فيعتلي الحدث ويصبح بطلاً، يقربه الكاتب من القارئ، لدرجة رؤية المسام، وشم العرق!

لغة سردية فريدة، سهلة ولذيذة، مطعمة بشعرية خفيفة، وبوجد صوفي يبعث في النفس الانتشاء، رواية متماسكة، لا حشو، ولا ترهل، حوارها موظف وموزون، مطعمه بالمحلية اللذيذة، والشعر العامي، لا تشعر معها بملل، ولا يعتريك ثقل، تطوي الصفحات سريعا، وتلعن العوارض التي تقطعك عن مواصلة القراءة.

رواية في 464 صفحة، تبدو للبعض ربما كبيرة، لكنها تذوب في يدك متحسرا عليها، لندرة الأعمال التي قد تستوقفك، قد يعاني القارئ من كثرة الشخوص، لكن رواية تتحدث عن ما يحدث في هامش البلابل والثورات والتحولات المصيرية طبيعي جداً أن يكون بها هذا العدد من الشخصيات، والذي ربما يبدو مقبولاً أمام روايات مشهورة عرفت بكثرة الشخصيات.

رواية متفردة فناً ومضمونا، علامة فاصلة في السرد السوداني، وفارقة في السرد العربي.

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
3 تعليقات