"الخوف لا يمنعنا من الموت لكنه يمنعنا من الحياة"

أرى أن مضمون الرواية يتلخص حول هذه الجملة , إذ قدمت لنا الرواية صراع الخير و الشر الأزلي , حيث أنه متى انتصر الخير يعود الشر من جديد بسبب "الخوف" الذي يتملكنا و يمنعنا من استكمال ما بدأه الأخيار في حارتنا و ذللك لأن آفة حارتنا النسيان

و أرى أن الترميز في الرواية -و هو سبب اختلاف الكثيرين حولها- جانب من جوانب الإبداع فيها مع التحفظ على شخصية " الجبلاوي" التي ظهرت و كأنها الاله من خلال العديد من الأحداث , و لقد نفى محفوظ أن يكون رمز للاله بشخصية الجبلاوي و قال انها ترمز للدين أو للتشريع الالهي بمعنى ادق و أجد ان ما يساند قوله هو موت شخصية الجبلاوي على يد عرفة حيث الفصل الأخير من الرواية و أكثرها إبداعا و محاكاة لحياتنا الحالية حيث يرمز "عرفة" بسحره للعلم الذي حاول من خلاله أن يصلح حال الحارة , لكن العلم وحده لا يكفي ,فيقع السحر في الايدي الخطأ "قدري" و ينصاع عرفة له فيتناسى هدفه الذي أراد أن يسخر السحر من أجله, و أرى أن أجمل جزء في الرواية هو وصية الجبلاوي لعرفة حيث أن رضاه عن عرفة أن ما كان سيفعله بالسحر "العلم" صواب و فيه خير للناس , و هنا افاق عرفه من غيبوبته ليكمل ما بدأه في الاساس و ان كان يعلم أن مصيره الهلاك .