حديث الجنود > مراجعات رواية حديث الجنود > مراجعة إشراق الفطافطة (Ishraq Abdelrahman)

حديث الجنود - أيمن العتوم
تحميل الكتاب

حديث الجنود

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ملة الظلم واحدة، أينما وليت وجهك تختلف الوجوه والأسماء ويبقى الظلم واحد، والغباء واحد، وانعدام الانسانية واحدة. صفحة قبيحة جديدة تسطرها أيدي الجبناء على وجه عروس الشمال، لتنتهك حرمتها، وطهرها، ووحدتها... في جامعة اليرموك التي حضنت الاسلامي والشيوعي والجبهاوي والضفاوي والماركسي وكافة الانتماءات الحزبية (والتي فاجأتني على الحقيقة) من أجل ماذا!! من أجل قول كلمة "لا" في وجه صاحب السلطة والمعالي البيك المتعلم الجاي من الغرب ينقلنا الى مصاف الدول المتحضرة... من أجل لا لإرهاق جيب المواطن الغلبان الكحيان اللي يا دوب بايع زيتاته وزتوناته والا محصول البندورة والا كم راس غنم عشان يودي ابنه عالجامعة... من أجل لا لسداد العجز في ميزانية الجامعة من جيب الطالب الفقير اللي بشتغل بعد الدوام والا قبل ما ييجي على محاضراته بورشة طوبار والا كحّيل والا بورشة حدادة!! من أجل لا دفاعاً عن حقوقنا وأحلامنا وطموحنا أن نعمل فرق وأن نعيش حياة ديموقراطية حتى لو كان بين أبواب الجامعة!! من أجل لا.. مش حيركبونا.

في القلب غصة أن تقرأ أحداث الآن بعد ما يزيد عن 27 عام من حدوثها لتشعر أننا مكانك سر ما زلنا نطمع أن لا تحل مشاكلنا من جيبة مواطنينا، أن يتمكن الأهل من تعليم أبناءهم بالجامعات بدون الخوف على رغيف الغد وحق جرة غاز! أن ننخرط في عمل حزبي ديموقراطي هدفه ولو النهوض بالجامعة من خلال الجمعيات الطلابية من دون تدخل صناع القرار بما لا يعنيهم أو حتى تسييس أي خلاف أو مطالب كما حدث مع ادارة الجامعة والتي كانت أكاديمية بحتة لتتحول الى قضية سياسية ومحاولة زعزعة أمن الوطن!! رحماك يا ربي.

مأخذي على الكتاب هذه المرة هو الشعرية والصوفية التي شتت القارئ أكثر مما أدخلته في أجواء الكتاب. أحد أسباب حبي لكتابات الدكتور أيمن العتوم هو لغته الشعرية واستخدام آيات القرآن الكريم بأسلوب فريد وآسر لكن استخدامها في هذا السياق قتل روح التشويق والاندماج الكلي مع الكتاب. لأول مرة أقفز سريعاً عن بعض الفقرات وفي بعض الأحيان أقفلت الكتاب غضباً لأنه عند الوصول الى الذروة قتلها بالاستطراد الجانبي لبعض الأحداث بين ورد ونعيمة والتي كان يجب أن تنساب أثناء الأحداث بدل من اقحامها عند الوصول الى الذروة. التكرار والاستطالة بذكر بعض التفاصيل التي وان ساهمت في فهم شخصية ورد وربما ساهمت في التعاطف معه بعد أن أعتقل والقرارات التي اتخذها الا أنها أدت الى حالة من الملل والرغبة في التخلص من أكثر من نصف الكتاب للوصول الى الزُبدة. ومع هذا لم يتأثر تقييمي للكتاب كثيراً لجرأة الحديث وفصوله الأخيرة تحديداً.

عند الوصول الى النهاية مع تسارع الأحداث وما حصل من انتهاك لحرمة الطلبة والعلم والتعليم لم أشعر سوى بالعار والاشمئزاز من انعدام الانسانية في قمع الاعتصام الطلابي، بشعور متعاظم بالظلم والخذلان، بشعور من ليس له أحد سوى رب العالمين ليرجع له حقه وكرامته وانسانيته! رحم الله الشهداء وتقبل منهم وأحسن عزاء أهاليهم بأبطالهم.

وعند الانتهاء، هل ما يزال السؤال يتردد: هل أتاك حديث الجنود!!

Facebook Twitter Link .
12 يوافقون
2 تعليقات