هل تعد الخيانة أحد سمات الجنس البشري؟ أم أن لها "جينات خاصة" لا يملكها أحد غيرنا نحن العرب؟!
التاريخ يكتبه المنتصرون...هذه حقيقة، و لكن أبراهيم نصرالله نجح في هذه الملحمة بكتابة تاريخ لا يرغب المنتصرون بذكره ولا تدوينه، و كم أنا سعيد بقراءة سيرة عظيمة لرجل عظيم لم أسمع عنه من قبل.
ظاهر العمر الزيداني، لقد عشت معك أيّاما غاية في الروعة، قرأت فيك ما يملأ فراغا في القلب و الوجدان لطالما بحثت عنه. أي نعم، أنا لا أؤمن بنظرية البطل الأوحد و الملهم المخلّص الذي نبحث عنه في خيالنا ليحررنا و يحملنا على النصر، و لكنّي لا بد متيم بسير القادة العظام الذي يملكون صناعة الفرق، و يقدرون على تحفيز الوحش النائم في دواخل شعوبهم.
قصّة تمرد عربية مميزة، فيها الكثير من البطولة و لا تخلو كذلك من الحنكة السياسية التي لا بد منها لأستغلال الظروف و معرفة الطريقة الصحيحة في قراءة قوة العدو الذي تواجهه.
أكدت الرواية على قناعاتي السابقة، بأن العثمانيين ليسوا سوى مستعمرين لبسوا عباءة الأسلام لأذلالنا، و بأن العرب فيهم من الخيانة الكثير و أن سلطان الكرسي عندهم -الّا من رحم ربي- لا يفوقه سلطان.
الملاحظة الوحيدة على الرواية هي المبالغة الدرامية في وصف الأحداث التي تبتعد عن الواقع أو الحقيقة بمشاهد تعتبر "أسطورية" نوعا ما.