كانت الرواية مفاجئة جداً، لم أتوقعها رواية عن المعتقلات.. حسبتها مختلفة وهكذا وجدتها في الأخير بعدما غيرت رأيي وقلت انها ستكون تكرار لما جاء في غيرها من الروايات..
لم يحد الكاتب عن موضة تعدد الرواة، لكن المختلف هنا ان كل شخصية كان تروي جزءا من قصة متماسكة دون ان يتكرر الحدث الا في تقاطعات، لأن الحدث اهم من الشخصيات التي يتضمنها، لذلك لا حاجة لروايته من زوايا مختلفة..
روايات عزيز كانت مؤثرة لدرجة الألم بالرغم من انها لم تكن كئيبة، الوصف ودقة التفاصيل كانا مبهرين.. رواية الحارسين او الطباخ والدليل او أيا كانا كانت اكثر ما اثار إعجابي. اللغة كانت المتناسبة بدويتهما ومستوى وعيهما وشخصيتهما، حيت غلبت عليها عبارات "الدارجة".
بمجرد ما وقعت عيناي على "رواية هندة" حتى ضحكت، ظننت ان الحارسان اسميا الكلبة على اسم فتاة ربما هي التي سأقرأ رواية في هذا الجزء.. لكن الكلبة فعلا هي كانت الشخصية الرواية هههههه كان أمرا غريبا لكن بطريقة جميلة.. فكرت انه اذا كان لكلبة وعي خاص كاف لتكون شخصية يجدر ان لا يكون بالعمق الذي جاء به، ثم سألت نفسي كيف ذلك؟ أجبت ربما بوعي طفل صغير او ربما وعي مختلف تماماً عن وعي بشري.. كررتُ السؤال كيف ذلك؟ أجبت؛ربما.. ربما.. لا ادري ! كان الامر طريفا. على اي احب الامور التي تجعلني افكر كثيرا
الامر الطريف الاخر في هذه الرواية هو اني لم استطع ولو لمرة ان اقرأ الجزء المكتوب بخط مضغوط على انه بداية النص بل كنت اقرأه على انه عنوان، ولم أكن أفطن لذلك الا عندما اجد الجملة الأولى غير منطقية.. وبالرغم من اني انتبهت لهذا الامر في وقت مبكر من الرواية الا اني كنت دايما اقع في نفس الموقف، لا اخفي اني ضحكت كثيرا من غبائي :(
لم اقرأ رواية مغربية بهذا التماسك والحرفية منذ فترة ليست بقصيرة :)
كانت هذه أولى تجاربي مع رواياته، فشكرًا ليوسف فاضل.