رواية مميزة وممتعة بحق ... تجذبك من صفحتها الأولى لتدخل عالم غريب مشوق... جميع شخصياته عميقة ، مرسومة ببراعة... حتى شخصية العجوز "ناكاتا" صاحب الإعاقة الذهنية... فهى وياللغرابة تشعرك أيضاً أنها شخصية عميقة بل ولا تقل عمقاً وقيمة عن أشخاص كثيرين تعايشهم فى الواقع...

أحببت حبكة الرواية وخطيها الدراميين المتوازيين والمؤثرين فى بعضهما الآخر... أحببت أيضاً إنتقال الرواية من الميتافيزيقا إلى الجو البوليسى ثم الميتافيزيقا مرة أخرى.

أحببت بحق رحلة العجوز ناكاتا صديق القطط وصاحبه الشاب... واستمتعت بمغامراتهما معا.... وقد آلمنى وأثر فىّ بشدة مشهد تعذيب القطط وخاصة السيد "كامورا" المسكين على يد النحات المهووس.

أحببت الجو العام للرواية والذى رغم تشويقه وإثارته كان مغلفاً بجو المكتبات والموسيقا الكلاسيكية... إلا أننى إنزعجت بشدة من الإسهاب الغير مبرر والوصف التفصيلى للعلاقات الجنسية لبطل الرواية (الفتى ذو الخمسة عشر عاما... والذى إمتلأت الرواية بفضله بالعديد من المشاهد الفاضحة ... فماذا لو كان أكبر سنا!!!!)....

قد أكون قارئة متحفظة بعض الشئ أو حتى "دقة قديمة" لكننى ما زلت على إقتناعى بأن الإسهاب فى هذه الأمور يعد إفلاسا فكرياً وإفتقار للخيال والإبداع ... والإستناد لها دون مبرر قوى يقلل من قيمة العمل بشكل عام ... فالمبدع الحق يجعلك تفهم دوافع الشخصية وتعيش أحاسيسها وتناقضاتها على إختلافاتها دون أن يخدش حياءك.... وأضرب مثلا لرأيى بالمبدع "إدجار آلان بو" فى الأدب الأمريكى و"نجيب محفوظ" و"رضوى عاشور" وأحلام مستغانمى" فى الأدب العربى.

عموماً... وللسبب الذى أسلفت ذكره أعطى هذه الرواية الرائعة 4 نجمات فقط