دستور المهوسيين في الحكم والسيطرة والديكتاتورية، غصبا عنك في هذا الكتاب ستجد نفسك تتكبر وتتفتح شرورها المخبئة !! لا مفر من ذلك فمكيافيللي يجعل ادراك القوة سهلا ومتاحا .
من الممكن تناول الكتاب من جهة مفيدة لنا في معرفة تاريخ الطغاة وصعودهم ومعرفة مخططاتهم تجعلنا أكثر وعيا وحذرا لكن قديما في عهد ميكافيللي كان الغزو بالسلاح والقوة وهناك قلاع وحصون وحروب مباشرة أما في عصرنا فالحرب تكمن في غزو العقول لذلك أجد أننا بحاجة لجزء ثاني من الكتاب كيف تغزو العقل وتسمم الأفكار وتحبب الشعوب في العبودية،بالطبع المراد منه مواجهة المخاطر الحديثة في السيطرة والديكتاتورية ومعرفة التعاليم الجديدة في الأنانية والخسة وكيف تكون حقيرا في العصر الحديث! ولو أن الطريقة لم تختلف كثيرا لكن الظروف والحياة تتطلب طرقا جديدة وأكثر مكرا.
هناك بعض الأمور تجبرك على اسقاطها في الواقع وطغاتنا الحاليين والمحليين ، الطغاة غير المستعمرين والمحتلين.وهذا يمنحك تفكيرا أكثر عمقا في حالنا ، مكيافيللي في آخر الكتاب تحت عنوان كيف تتجنب المتملقين واختيار أمناء الامراء أظن هذه النصائح لا تنفع الطغاة فالطغاة يحبون المتملقين لأن المتملقين جبناءومنافقين، وليس من حكمة الديكتاتور أن يختار أمين حكيم إلا إذا كان حكيما في الشر والخبث ، قد تجد شعوبا تحب طغاتها لكن أول فرصة سانحة ستبيعهم ، فالحاكم الظالم يفتقد الحب في رعيته إلا إذا كانوا عبيدا معتادون على الطاعة مثلما ذكر مكيافيللي في أول الكتاب عن الولايات .