بعد رائعته الاولى ربع جرام والتى حققت نجاحا كبيرا
وطبعاتها التى لازالت تتوالى الى الان حتى وصلت الى 31 طبعة
ماشاء الله يطل علينا من جديد الكاتب الرائع والواقعى عصام يوسف
باحدث اعماله 2ضباط
وليد وشريف 2ضباط لكن شتان الفارق بينهما
فالاول تحلى بالكثير من الصفات الطيبة
والقيم النبيلة والخلق القويم وهو ماجعله محبوبا
ومحل تقدير من الجميع سواء داخل عمله بجهاز الشرطة
او داخل محيط علاقاته الاجتماعية
اما الثانى لم يابه باى نازع اخلاقى وتملكته شهوتى
السلطة والمال جعلامنه شخص منفلت اخلاقيا
غاص بنا الكاتب فى حياة كلا منهم وكانت فصول الرواية
مقسمة بين وليد وشريف قبل ان يمزج بينهما فى مواجهة
نارية بالربع الاخير من الرواية
رواية2ضباط رصدت الكثير من الجوانب الخفية
فى حياه الضباط بشكل عام تلك المهنة الكبيرة
والمسئولة عن امن وحياة الناس والتى لوثها الكثير
عينة الظابط شريف
وعلى الجانب الاخر يمثل الظابط وليد نموذج يحتذى به
فى نقاء شرفه المهنى وحرصه على تطبيق العدل و
القانون بدون تمييز ودماثة الخلق فى معاملاته
حتى تاخذنا مجريات احداث الرواية عندما يصددم
الضابطين بواقعة تجعل العلاقة بينهما والرواية ككل
على صفيح ساخن
ماذا ستفسر عنها تلك الموجهة النارية بين الضابطين
هذا ما ستعرفوه من صفحات الرواية
ايضا اجاد الكاتب فى بناء درامى محكم ومشوق
للاحداث وبرع فى رسم باقى الشخصيات الغنية بها الرواية
احببت كثيرا شخصية مها زوجة الضابط وليد
وشخصيات اصدقاء وليد ايضا اعجبت بشخصية
بيريهان او بيرى كما اطلق عليها والكثير من شخصيات
الرواية اللى نجح عصام يوسف فى انه يوظفه بشكل
جيد وفى انه يعيشنا اجوائها ويغوص بينا جواها
رواية 2ضباط خطوة ادبية مميزة وضح اختلافها التام
عن ربع جرام من حيث النضج وتلافى الاخطاء
وسرعة رتم الاحداث
*اشارات على هامش الرواية*
* ال2ضباط وليدوشريف فكرونى باحمدزاهر وماجدالمصرى
فى مسلسل ادم
*اعجبت باول 150صفحة لانها اعطتنى الفرصة للتعرف
على الشخصيات بشكل منظم من قبل الدخول فى
تفاصيل واحداث الرواية وساعدتنى فى فهم خلفية
كل شخصية مع توالى الاحداث
* النهاية تبدو حالمة بعض الشىء لكن لا انكر انى
اعجبت بها وجاءت مرضية الى حد كبير
*اعجبنى كثيرا فكرة وضع الرسومات التوضيحية لمحطة
سكك حديد الجيزة والمناطق المحيطة بها بداخل الرواية
مما ساعد على تخيل افضل لمجريات الاحداث المذكورة فى الرواية
* الكلمات التى جاءت فى الصفحات الاخيرة
تحت عنوان نص كلمة فكرة جيدة وان جاء بعضها مجاملا
للشرطة وبعضها الاخر محايدا بدبلوماسية والقليل منها
جاء معبرا ومنصفا بالفعل ككلمة الاستاذ حازم مبروك عندما كتب
فى هذا العالم الملىء بالعجائب لا استغرب ابدا وجود
هذا الثنائى المتناقض مع انه يرتدى نفس الزى
كلاهما اقسم نفس القسم بان يحافظ على القانون
لكن شتان بين ان تحافظ على القانون وان تعزف عليه
وكلمتى الاخيرة ليت الشرطة تحافظ على مااكتسبته
من تقدير واحترام فى 30يونيو كلنا فى اشد الاحتياج
الى رجل شرطة قوى باسه فقط على المجرمين ممن يروعون
امن الناس يحرص على تنفيذ العدالة والقانون بشرف
ونزاهة كما اقسم على ذلكلان هذه المهنة تكليف وليس تشريف
اخيرا رواية2ضباط عمل مميز اعتقد انه جاء فى وقته تماما
الذى ننشد فيه اهمية العدل وتطبيق القانون على الجميع
بدون النظر الى مكانته فى المجتمع ولا ننسى ان ثورة
25يناير قامت بالاساس اعتراضا على الممارسات
اللا اخلاقية من الشرطة
تقديرى للكاتب عصام يوسف على جهده الرائع المبذول حتى
تخرج الرواية بهذا الشكل المتميز
العدل وتطبيق القانون هما الاساس لبناء مجتمع قوى متماسك
ولا تنتظروا من مواطن تنتهك حقوقه وكرامته سوى ان
يصبح قنبلة موقوته تاتى بالخراب على الجميع