رواية تروي تاريخ الاندلس و ما عاناه العرب المسلمون على يد صليبيي الاسبان.

مراجعتتي تتركز على المحاور الاتية فيما يخص وجهة نظري في ما اعجبني في هذه الرواية:

1- جملة العتبة و هي من عند دخولنا الرواية لنكتشف منها ما نحن بصدده للقراءة : " ذلك اليوم رأى أبو جعفر امرأة عارية...."

a. نحلم باننا امام عري و قد يكون رواية شبقية لنكتشف بعدها بانها عنوان للعري من كل شيء اسمه حياة حيث تكرر مشهد العري سواءا كان ماديا او معنويا او ايمانيا او علميا او ثقافيا على مدى ال 500 صفحة في حوالي 16 صفحة و هو ما نستشعره في قراءتنا للرواية

b. نحلم بالامل و اننا سوف نرى الشيء الجميل و لكن لا يكون الاالسراب و زيادة خيبات الامل و الالم و الضياع و العري النفسي

c. الرواية تصور العري من الايمان و الضياع و عدم معرفة حكمة لهذه الحياة و التتشبث بالحلم (مثل احلام مريمة) و ايمان ابو جعفر و هما قد ماتا دون ان يتحقق الامل و ضياع الايمان

2- البحث عن الله في الاحداث و الموت و الحياة و كان هنا دور سليمة و رواية حي بن يقظان مع الظبية، و هنا المعنى يتجلى لنرتبط بالله و ترك الجسد البالي

3- تناقضات عنيفة تعصف بالفكر و تضع العقل على المحك لتطبيق امبادئ و نواميس الطبيعة فلا نصل لتفسير و يبقى الضياع سيد الموقف:

a. سليمة العالمة الطبيبة : تتهم بالجنون من قبل الاهل قبل الغرباء من الصديق و الزوج قبل العدو ، اسمها يناقض واقعها و كل يراها من حولها

b. باب الرحمن الذي كان يراه ابو جعفر و ينظر اليه انه باب الرجاء و لكن حرق القرآن و الكتب فجعه ليكفر في آخر سويعات حياته " ... ان الله غير مجود" ، تامل في الباب و هو الجسد و لكن لزاما ان يكون الامل بالله نفسه كما في قصة قلب ظبية حي بن يقظان

c. الامل في نجدة الاخوان و المسلمين و لكن تمر مائة عام و لا نجدة, تناقض في تناقض و على العكس يمكننا ان نرى من ننتظر منه النجدة من الاتراك و المماليك يقسون على المسلمين في صفحة 469 "مسلمون يستبدون بالمسلمين"

d. يتتوج معنى التناقض في اخر صفحات الرواية عندما حاول علي ان ينقش غرناط و ليصنع لوحا شبيها لذلك الذي نقشت عليه القدس فلم ينقش الا القدس و تأمل المسيح و السلام و التناقض بين المسيح و سلامه و ما يقوم به صليبيوه من ارهاب و ابادة و هنا تضعنا امام ايضا معنى اصل رسالة الدين و كيف تم استنطاقه من قبل المتدينين

4- هذه الرواية فيها خيوط تربطها بروايات و كتب اخرى لتكمل معنى ابحث عنه دون تحديد ملامح لاجابة و قد تكون بداية زمرة جديدةمن الاسئلة:

a. "اللاهوت العربي و العنف الديني" ليوسف زيدان و هنا تكمن نظرية و ثيمية الرواية باسم الدين و طريقة استنطاق الدين للقيام بواجب التدين بدأت مشكلة البشر

b. "زيتون الشوارع" لابراهيم نصرالله حيث يتكرر الزيتون و هنا الرابط الخفي بين قضية الامس البعيد و قضية العصر الحديث "القضية الفلسطينية و معاناة العرب

c. "عودة الطائر الى البحر" لحليم بركات و التأمل في نجدة الاخ و الصديق و لكن الخيبة هي النتيجة نفسها لتصبغ تارخ الماضي ة تاريح الحاضر بنفس الصبغة و ترسم معالم الرواية التاريخية بنفس الثيمية من الهزيمة و التشر و الضياع و العري المادي و المعنوي

5- خيال الاستاذة رضوى يرتقي الى حد تصبح الكلمات خيال ياخذك فيتكلم بكلمات لها جسد و لكن يبقى الخيال لفهم المعنى البعيد هو روح تلك الكلمات ، صفحة 165 لقاء سليمة بسعد ة التقاء الجسد بالجسد و الروح بالروح دون ابتذال لمعنى لقاء الحب

6- سكب لاحداث تاريخية بقالب رواية حديثة استقراء لتاريخ و محاولة معرفة مل نعيشه الان من ضياع ، وضع الاصبع على السبب و اقتراح الاجابة و وصف البلسم.

7- العنف و التعصب و معاداة الانسان هو الضياع و الانقلاب على التشدد و التعصب بداية النهضة. و هذا ما فعله علي في ىخر الرواية حيث ادار ظهره للبحر و هو عنوان الضياع و التخبط في امواجه و عاد يمشي بثبات و هدوء و عاد حيث اقتنع بانه لا وحشة في قبر مريمة ليقول لنا نعود الى مريمة حتى لو ماتت فقد مات الجسد دون الروح روح مريمة المتفاءلة و المتوكلة على الله و هنا الامل العودة الى ارشد و الثبات و اعمال الامل و العمل له دون الخضوع و التنازل عن الحق.