"حين نبتعد عن منبع النور وتستقيل أسئلتنا من البحث عن الأجوبة نصاب بالفراغ وما أن نلمح أي التفاتة حياةٍ في روحٍ نصافحها حتى نمتصها بكل ذئبيةٍ وصدق. وشعور الحب الذي ذكرته لا أراه حينها إلا كغبارٍ ملونٍ يعتلي وجهك أو وشاحٍ يلف عنقك ... أبحث عن اللامتناهي لا عن قطعة حلوى لا عن زهرةٍ آخذةٍ بالموت فور ولادتها. ربما أبحث عن ما خلف دمعتك عن صنوبرةٍ تظلل ذلك الوجد
صوتها المغتسلُ شحوباً، المتنامي من صدرٍ تماهى بالصمت حتى اختمار الألم، وهدهدة السكينة ،فراشةً ترفأ أشلاء طمأنينتنا.. وبتواطؤ حناجر الجوقة جمعاء، أرعد الصوت ، فأفزع غيم أرواحنا، ليهطل حزنٌ عتيقٌ جميل ، يعيرنا فسحةَ صدقٍ لاتكاء الحقيقة على أكتافنا .. لا تكاد تسكب دلواً من النور حتى يخنقها التصفيق ... نعود أكثر عطشاً، أكثر عتماً
ابتعدي كي نعود زهر صنوبر
أحبك فابتعد كي أحبك أطهر"