ذاكرة غانياتي الحزينات > مراجعات رواية ذاكرة غانياتي الحزينات > مراجعة Dr.Hanan Farouk

ذاكرة غانياتي الحزينات - غابرييل غارسيا ماركيز, صالح علماني
أبلغوني عند توفره

ذاكرة غانياتي الحزينات

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بالتأكيد قراء ماركيز يجب ألا يكونوا من القراء الاعتياديين..أقصد بالقراء الاعتياديين هؤلاء الذين يقرؤون وهم يأكلون مثلاً أو لشغل وقتهم في الحافلة أو القطار أو الطائرة أثناء السفر..هؤلاء الذين لا يستطيعون منح تركيزهم بالكامل للكلمات التي بين أيديهم ويعتبرونها مجرد ترفيه أو طريقة لبعثرة الوقت الممل أو ماشابه..

ماركيز دائماً يأخذك إلى منطقة لا تستطيع الفكاك منها ..لأنها ببساطة فيك..داخلك ..فهو يتوغل إلى تلك الأعماق الضيقة الميكروسكوبية التي في الإنسان بكل رحابته وقدرته على الحكي ويتلوها عليك تماماً كما تلا بطل القصة هنا حكاياته الأثيرة على الطفلة الأنثى التي أحبها وهي نائمة ولم يرد منها حتى أن تكلمه أو تبادله الحديث..لم يرد إلا وجودها ..هذا الوجود الذي صنعه هو..إننا في كثير من الأحيان أو في كل الأحيان كل الحكاية..والذين يعيشون معنا أو بداخلنا في حقيقتهم هم نحن الغائبة الحاضرة التي تبحث عنا في كل شيء..في القصة هو ابن تسعين لكنه أبداً لا يشعر إلا أنه هو..ذلك الرجل الذي بدأ جنونه ورحلاته المكوكية في الدنيا مذ كان في الثانية عشرة أو أقل..إن الشيء الوحيد الذي ينبهنا لأننا كبرنا في السن هو الشكل الخارجي أما بداخلنا فنحن لا نتغير أبداً إلا في بعض القناعات واتساع أو اختلاف وجهة النظر لكن نحن...رؤيتنا...تعاطينا مع الأمور ...تظل هي هي..إننا مختبرون بالحياة..مفتونو ومبتلون بها..وغارقون فيها حتى الموت...وفي كل حياتنا نظل نبحث عن الشيء الذي لا نعرفه أو لانراه بدأب من أجل أن نرى..فقط من أجل أن نرى..فالرؤية والمعرفة هما المحفزان الأساس لاستكمال الحياة رغم أنهما لا تكتملان أبداً...ربما ماركيز دائماً يعلمنا ألا نكون أسرى للعينين المغروستين في رؤوسنا وأن نتحرر أكثر فلو دققنا النظر سنكتشف أننا ككل عين كبيرة جدا على الحياة لكن المشكلة فقط في الإدراك..هذا الإدراك الذي لا يأتي بالاستسلام للقوالب الجاهزة سابقة الإعداد ولكن يأتي ويتأكد بالتدريب وشحذ الحواس بكل وسائل الروح والجسد الممكنة التي تمكننا من أن نرى ما وراء الأشياء وما بينها..بل..ونراها هي نفسها على حقيقتها...ومازلت مع المايسترو جابو وماركيز(كلاهما واحد) عن الماهيات الحقيقية التي قد تكون هي نفسها من صنع الخيال ..فالخيال حقيقة بل أكثر من حقيقة طالما طاله الإدراك.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
اضف تعليق