بعد زمن الخيول البيضاء توقعت من ابراهيم نصر الله مستوى يشابهها. المراجعة خلف الكتاب أغرتني وشجعتني على القراءة لكنني لم أجد سوى الملل ثم الملل ثم لا يوجد أفكار تدفعني لتقليب الصفحة إلا أنني صبرت نفسي لعلي أجد ما أبحث عنه أو ما أتوقعه من ابراهيم نصر الله.
ما أوقفني فيها، أبما أننا نعايش الربيع العربي والهتافات التي تصدح عاليًا دون خوف. شخصية يعقوب الذي يلاحق المتظاهرين ويسلمهم لسجون المخابرات مثل الدابة ، يحمل الهتافين على اكتافه ويخدعهم ويسلمهم للموت ، وبما أننا نعاصر أشخاص مثل يعقوب هزتني شخصيته وأنا أتعرف على هذا الإنسان الذي سرعان ما تأثر بالهتافات والأشخاص الذي يحملهم وأصبح ضحية مثلهم ، هذا الانقلاب يترك في النفس شيئًا بأن الصحوة باتت قريبة طالما هناك من يهتف :ليه العيشة وآنت ذليل، شعبي يا عربي لا تنام.
أما بالنسبة لطفل الممحاة أو طفل الزاوية ، شخصية ظلت مربكة غير مفهمومة على الرغم من محاولة الكاتب للدخول في أعماقها لكنها ظلت متقوقعة في الزاوية وهذا غير مستغرب فهو بقي كالسجين والأطفال من حوله تلعب.