لكن الكآبة بدأت تتسرب في نفسي مبكراً... أشعر بالخوف يخنقني أكثر فأكثر كلّما اقتربنا من نهاية العام، شيء ما ينبئني بأنها ستختفي في ديسمبر، كمدينة سحرية.. تعمر في ليلة وتختفي في أخرى!.. وأنا رجل أنهكته النهايات والبدايات.. رجل يتوق لأن يستقر أخيراً بلا نهاية، بلا جنائزية ديسمبر ولا فرائحية يناير.. رجل يحتاج لأن يحيا من دون أن يلاعب القدر الذي لاعبه بعشوائية لقرابة العشرين سنة ولم يكترث لمفاجآته طوال تلك المدة..
يخيفني القدر هذه المرة، ولا أدري لماذا يحدث هذا معي!..