موسم الهجرة إلى الشمال > مراجعات رواية موسم الهجرة إلى الشمال > مراجعة roody

موسم الهجرة إلى الشمال - الطيب صالح
تحميل الكتاب

موسم الهجرة إلى الشمال

تأليف (تأليف) 3.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية موسم الهجرة الى الشمال ترصد اغرب قضية انتقام : قضية انتقام للحضارة .

ففى هذه الرواية نرى مصطفى سعيد ممثلا للوطن العربى المستعمر يمضى فى خطة انتقام لحضارته العربية وموطنه المستعمر من فتيات الغرب الذى طالما هدفت حضارته الى سحق الحضارة العربية والقضاء عليها واستغلال موارد بلادها لخدمتها . من خلال خطة الانتقام تلك ترصد الرواية تلك العلاقة العتيقة بين الغرب والشرق العربى ، تلك العلاقة القائمة على الاستغلال التام من قبل الغرب او المستعمر للمستعمر "الشرق" ولكن فى صورتها العكسية حين يصبح الشرق هو المستغل من خلال شخصية البطل الذى يقضى على الشىء الجميل الوحيد المتبقى لدى الغرب القاسى "الفتيات اللواتى استغلهن مصطفى سعيد" كما يقضى على تلك العجرفة والقسوة الغربية التى تدهس الشرق " زوجته التى قتلها " . وهذا يبين شيئين أن الغرب المتعجرف على الرغم من قوته التى يعتمد عليها ليكن هكذا ليس فى مأمن من هذا الشرق الضعيف وانه لابد سينال جزاء جرائمه تجاهه وهذا ما يرمز اليه قتل مصطفى سعيد لزوجته الممثلة للغرب المتعجرف الذى احتقره لاحتقاره لحضارته وموطنه وسعى للسخرية منها بكافة الاشكال ( اتلاف زوجة مصطفى سعيد لمقتنياته الاثرية التى تمثل الحضارة الشرقية) وهذا ما يعكس واقع ما يواجهه الغرب من الهجمات الارهابية .وحتى اذا ما اعتبر رد الفعل هذا الذى يستحقه الغرب جريمة وارهابا تستحق العقوبة عليها الا انه لا يمكن له أن ينفى عن نفسه تهمة الاشتراك فى هذه الجرائم بافعاله الاجرامية المسببة والدافعة لرد الفعل ضده ( محاكمة مصطفى سعيد ومبررات الدفاع عنه)

الشىء الآخر الذى توضحه الرواية ان رد الفعل هذا يعصف بالمجرم والبرىء كما حدث مع الفتيات البريئات اللواتى استغلهن مصطفى سعيد ، ليبين ربما ان ذنب هؤلاء الابرياء الذين يقتلهم الارهاب فى رقبة اخوانهم الذين اجرموا ، فيأتى رد الفعل ليعصف بالجميع. لذا لا يمكن للقارىء ألا يتعاطف مع الاثنين " مع المجرم الذى هو ضحية المحتقرين له ومع الضحية التى تدفع ثمن جرائم الحضارة التى تنتمى اليها .

من الجدير بالذكر ان خطة الانتقام التى وضعها مصطفى سعيد تبين مدى الفرق بين التفكير الشرقى وربما العربى وبين التفكير الغربى . اعتمد مصطفى سعيد على سرقة " الشرف " أو " العرض " الذى يقبع فى المراتب المقدسة لدى الشرق لاجل تحقيق الانتقام وهو ما يتنافى مع رؤية الغرب لفكرة الشرف او العرض .

الفتيات الغربيات اللواتى استغلهن مصطفى سعيد ، لم ينتحرن لاجل سرقة شرفهن ولكن لاجل سرقة مشاعرهن

الرواية رمزية فى مجملها وهذا يعد اجمل مافيها ، فكل شخصية تمثل رمزا او ربما عدة رموز :

فمثلا مصطفى سعيد الاقتصادى يمثل المال العربى الذى يستثمر فى الخارج ليزيد الحضارة التى تحتقره قوة "

والراوى يمثل العقول العربية الخلاقة التى تلفظها بلادها الى الغرب لتنيره بعلمها كى يستعبدها .

حسنة زوجة مصطفى سعيد التى سلمت لعجوز كى يتزوجها ربما تمثل تلك الاوطان التى سلمت لعجائز فاسدين كى ينهبوها حتى يكون مصيرها الفناء كحسنة .

كل هذه الرموز يوضح من خلالها الطيب صالح ان الغرب يحتقرنا ويستغلنا ليس لأنه يريد ذلك وانما نحن من نجبره على هذا حين نهدى اليه ثرواتنا وعقولنا ونهوى باوطاننا الى القاع . ليكون الحل الوحيد لاستعادة مجدنا هو تنشئة الاجيال المستقبلية لفعل ما عجزنا نحن عن فعله او ما تكاسلنا عن فعله وهذا نا يرمز اليه الطيب صالح بولدى مصطفى سعيد وحماريه الذين عهد برعايتهم الى الراوى الذى يمثل العقل والعلم ، فاما يلتزم بالعهد ولا يضيعهما مثلما أضاع حسنة التى تمثل ضياع الوطن ، فيعلمهما ليظلا منتميان الى الانسانية كما عهد بهما والدهما اليه واما أن يضيعهما كما ترك حسنة أو الوطن للموت فيصبحا هذين الحمارين .

Facebook Twitter Link .
5 يوافقون
اضف تعليق