الأنف وما أدراك ما الأنف!! في هذا الكتاب المعلوماتي دخلت لأجواء الروائح والأنف بأسلوب علمي مبسط في كل شيء باستثناء الجانب التشريحي للأنف، أعتقد والله أعلم أن القارئ العادي سيستثقل هذه الأجزاء. شخصياً واجهت صعوبة في فهم الترجمة لبعض المصطلحات وعند ردها لأصلها اللغوي (بالإنجليزية) لاإراديا أجد نفسي أقول "آآها الآن فهمت" .. .. بالعموم ما سيخرج به القارئ( الذي لا يملك الخلفية العلمية التخصصية) من معلومات أعتقد يغفر هذه الصعوبة وأنصح بعدم صرف الوقت والجهد عند قراءة تلك الأجزاء
دائماً أجد جميل العطور عند استنشاقها فوراً لا تُحتمل وليست جميلة أبداً ويجب أن انتظر وقت أحياناً يكون طويل لأحكم على عطر معين، وهنا في هذا الكتاب فهمت لماذا، وهو أن العطر المميز هو ما يُطلق ثلاثة أنواع من الروائح على التتابع. أولها "اللفتة الكبرى" وهي في العموم مواد منعشة طازجة وثانيها "صميم العطر" وهي رائحة كثيفة دافئة وآخرها "أجواء ما بعد الرائحة" والتي تعبق بالشخص لمدة طويلة .. .. ولهذا الآن عند شراء عطر عرفت ما هو التكنيك لإصدار الحكم النهائي
أيضاً شخصياً أعرف أحد الأشخاص فاقد لحاسة الشم واستغرب جداً أحياناً عندما أجده يشم و يتضايق بشدة لرائحة (فقط ) بعض المواد الكيميائية بالرغم من أنه كما قلت فاقد لحاسة الشم، وعرفت هنا لماذا هذه الظاهرة، وهي أن الأنف في تركيبة التشريحي يوجد "العصب التوأمي" الذي تكون إحدى وظائفه التعرف وشم بعض المواد الكيميائية الضارة، ولهذا يمكن أن نقول أن أنفنا يوجد فيه حاستان للشم منفصلتان من حيث الوظيفة الشمية، ومن الممكن أن يفقد الشخص حاسة الشم المتعارف عليها لروائح الحياة ولكن "العصب التوأمي" جزء مستقل بنوعية الروائح التي يستشعرها (الخطيرة) ولا يفقد قدرته الخاصة إذا فُقدت حاسة الشم المتعارف عليها
أكثر معلومة أثارتني في هذا الكتاب هي أن الأشخاص المدخنين أقل عرضة لمرض الزهامير من غيرهم بسبب مادة النيكوتين بالرغم من أن التدخين يقلل حاسة الشم .. .. أحد أسباب مرض الزهامير العديدة هي بعض المواد التي تضر بالجهاز العصبي للتعرض لها على المدى الطويل وأحد أعراضه الأولى عند الإصابة به في الواقع هي تدهور حاسة الشم والمدخنين أقل عرضة لمرض ألزهايمر من غير المدخنين لقدرة مادة النيكوتين الوقائية لعضو الشم ...كيف:- يبدو أن للنيكوتين مستقبِلات خاصة في عضو الشم أو يمكن أن نقول أن المستقبِلات الموجودة في الأنف تعشق النيكوتين وتفضله عن غيره من المواد ولهذا لو وجدت رائحة أخرى في نفس الوقت مع رائحة السيجارة فإن هذه المستقبلات ستتَّحد مع النيكوتين وترفض المادة الأخرى، ولهذا فإن المدخنين الذين يتعرضون باستمرار للروائح التي تسبب على المدى البعيد أضرار للجهاز العصبي من كثره التعرض لها (مثلاً الدهانين) تقوم مادة النيكوتين بحمايتهم من هذه الأضرار .... من قرأ هذه الفقرة من المدخنين أحب أن أقول أن السيجارة لو احتوت على مادة النيكوتين فقط لما رأينا تلك الحملات التوعويَّه لكم، مشكلة السيجارة في "البلاوي" الأخرى المكونة لها في الواقع .. .. ولكن النيكوتين ومرض الزهامير الغامض هي فرجة أمل للعلماء في صراعهم مع هذا المرض
مفهوم الروائح وتعامل البشر معها عبر التاريخ أمر يكمن وصفه "بالغريب" من حيث اعتبار رائحة معينة بالمقبولة، المرغوبة والمتداولة بكثرة في فترة معينة وبالمقززة في فتره تاريخية أخرى تعرض له الكتاب بالشرح في أحد فصوله الجميلة .. .. بالطبع بالكتاب عدة أشياء أخرى ولكن هذا ما لفت انتباهي وأحسست أنه أضاف شيء جديد لمعلوماتي
ملاحظة:-ما تعرض له الكتاب كموضوع بطبعه علمي جعل أغلب المعلومات فيه غير محسومة وبنهايات مفتوحة فهي في النهاية نظريات علمية مازالت تحت الدراسة ونتائجها غير محسومة، وبأمانة كبيرة تم التنويه عن ذلك في الكتاب