(إلا المتقين .. إلا المتقين)
ما أجملها من ذكرى تركها عبد الرحمن في نفس سلّامة !
ما أروعه من حبّ عذري طاهر نقيّ أبى إلا أن يفرق قلبي متحابين
تعاهدا على الوفاء والإخلاص وإن فرقتهما المسافات
وأن يكون كل منهما لصاحبه مهما توالت الأيام وبعدت الشقة !
فلمّا لم يجدا سبيلاً إلى الاجتماع تحت سقف واحد في دنيانا الفانية
أجّلا موعد اللقاء إلى دنيا أخرى بقاؤها أزلي لا حزن فيها ولا نصب !
"إنّ للأيام يداً تمسح .. كما أن لها يداً تجرح"
هذا سبيل العزاء والسلوان
أمل يعبث ويخايل القلب أن اللقاء سيكون عاجلاً أو آجلاً !
رواية رائعة أبكتني مع بكاء سلّامة والقَسّ
كأني بهما قد جلسا أمامي بنظراتهما الزائغة ينتحبان
ثم يحاول كلّ منها الآخر أن يعزي صاحبه ويعلله بقرب الفرج !