أعترف أنها قراءتي الأولى عن هذا "الطاغية" و له !
بعد أن قرأت بعضاً منه .. و عنه
لم يسعني سوى الإعجاب به ! رغم أنني أخالفه ب 90% من أفكاره وعقائده !
أقول أعجبت به ، نتيجة مقارنة بسيطة عقدتها بينه - كطاغية - وبين طواغيت العرب من الحكام والمسؤولين وأصحاب الشأن ، فوجدته بطغيانه وجبروته قد فَضُل عليهم بمئت الفضائل ، وارتقى في سلم الإصلاحيين عنهم مئات الدرجات !
في خضم إيمانه بتفوق عرقه الآري وتبريره لأفكاره العنصريةوالاستع
وتبرئته لأفكار شاذة اعتمدها في نهج خططه "الإصلاحية" ، فإنه لم يكن طاغيةً مستبداً بشعبه ،
بل بـ "أعداء" شعبه ! (بعكس حكامنا العرب !! )، ولم يكن - وهو خير العارفين بنوايا اليهود ومبلغ قوتهم ومدى سيطرتهم على مقدرات الدولة ، بل وعلى دول بأكملها - ليصافح أحداً من زعمائهم أو يهادنهم أو يوافق
على التهاون معهم والسماح لهم بتسلم زمام الأمور في أي من مرافق الدولة !
فماذا فعلنا نحن العرب ؟ وماذا فعل حكامنا وهم يرون اسرائيل سرطاناً يتفشى في جسد الأمة العربية ؟
الجواب : أمسكوا مساند كراسي الحكم بيد ، وصافحوا -تحت الطاولات- زعماء اسرائيل ومن يدعمهم باليد الأخرى !
في الفصل ما قبل الأخير من كتابه ، برر هتلر موقفه من من وفد يمثل الدول البلقانية والهند ومصر زاره طالباً المساعدة لإنشاء "عصبة الأمم المضطهدة" فكان أن أبى بحجة أنهم ثلة " ثرثارين أدعياء لا يعرفون ما يريدون" ، ومن جملة ما كتب :
" أنا كعنصري أتخذ من الأعراق مقياساً لقيمة العتاد البشري لا أبيح لنفسي ربط مصير شعبي بمصير شعوب تحتل في التسلسل العنصري مرتبة وضيعة ! "
لا أدري لماذا أحسست - على ضوء ما يجري في يومنا هذا في سوريا وفلسطين والعراق وليبيا واليمن ومصر و و و و .. أنه كان كريماً معنا - نحن العرب - بمنحنا هذه المرتبة ! فهي -برأيي- فوق ما نستحق !
ويل لأمة مُهِرت بأعظم الأديان ، ووصفها الديّان بأنها " خير أمة أخرجت للناس " فلم تطع أمر الله
وما كان منها إلا أن تتردى في أوحال الرذيلة ومهاوي الفساد والضلال والشرور والآثام
ومهادنة بني اسرائيل على حساب الضعفاء والمظلومين من أفراد شعبها ، فكان أن رخصت و أرخصت رعاياها !