عن الإنسان المجرد من جميع المؤثرات، إلا من الإدراك النابع من الحواس الفطريّة لديه.. إلى أي شئ قد تصل به تلك الفطرة بعد تفكر وتأمل طويل المدى ..
حيُّ بن يقظان، إنسان وجد وحيداً في جزيرة معزولة عن العالم. ومن خلال تفكره وتدبره وفطرته سيصل في نهاية الأمر بعد رحلةِ عقلٍ مضنية، إلى اليقين من وجود الإله. بل وسيصل أيضاً إلى طبيعة العلاقة بينه وبين الإله, وأن التفكر فيه سيؤل في نهاية الأمر إلى نعيم الذات التي هي خالده بعد فناء الجسد, والبعد عن التفكر فيه سيؤدي إلى العذاب السرمدي للذات.
هو طرح فلسفي من وجهة نظرٍ إسلامية للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، وهو رحلة البحث عن الذات وعن الحقيقة التي بدأت منذ بدأ الخلق ولن تنتهي أبداً!
بعيداً عن الرواية، لفت نظري أثناء القراءة شيئان، أولهما, أن الرواية كتبت في القرن الثاني عشر الميلادي, في وقت كان المسلمون يعيشون أسمى عصور التقدم في مختلف العلوم، فعندما ذكر بن طفيل في كلامه أن الأرض كرويّة مثل الشمس وكانت شئٌ بديهي للعلماء المسلمين في ذلك الوقت وهي معلومة خشي أن يُصرح بها العالم الفلكي كوبرنيكس إلا بعد وفاته وكان ذلك في القرن السادس عشر!
الشئُ الثاني، هو تأثر لغة وأسلوب يوسف زيدان بأسلوب هؤلاء الفلاسفة المسلمون أمثال بن طفيل وغيره من العلماء المسلمين.