حسنا .. هو عمل فكري رمزي يستحق أن يوصف بالمتكامل .. فيه موازنه ذكية بين الأدب والفكر .. يهيئك أولا ثم ينتقل معك من حدث إلى حدث ومن فكرة إلى فكرة .. يربككك ويجعلك تتسآئل منذ تلك النقطة التي بدأ فيها الطفل يتوقف عن النمو إلى لحظة الطوفان .

توضيف بعض أسامي الشخصيات لم يحتج ليشرح جوها النفسي كثيراً فاسمها ينطق عن شخصها.(جيد جدا)

الاسقاطات ذكية جدا .. وبارعة .. والمرور بكذا ظاهرة عانتها الأزمنة ومرت بها المجتمعات كثقافة القطيع .. التأخر الفكري .. التلاعب بالمفاهيم بغرض تمرير الشر على انه متقبل والعكس . ماهية الوطن وكيانه والتعلق فيه بين الحقيقة والتدليس .. العبودية والتحرر وغيرها من القضايا التي عرضت برمزية دقيقة . (ممتاز)

مما اجتذبني في نهاية الرواية أن الكاتب قد بدأها في1 \6 \ 2008 وأنهاها في 23 \8 \2008 .. فترة قصيرة لإنجاز عمل كهذا .. مما يدل على قوة الفكرة والملكة الأدبية للكاتب التي فرضت هذا التدفق السريع والحيوي ..والمحكم في ذات الوقت . ألواح ودسر لأحمد العمري هو العمل الثاني بعد "أوﻻد حارتنا" لنجيب محفوظ عربياً ، من ذلك النوع من الأعمال لذي أثار فيّ تلك الربكة والتساؤﻻت الحادة ..ربما لتناول الفكرة الرئيسة من موروثنا القصصي الديني الثري ..

باﻹجمال هو محفز جدا ويستحق القراءة العميقة المتزنة والمتفكرة.

أخيراً : هناك طفلٌ ﻻ يكبر في دواخلنا .. وهذا الطفل هو الذي يشعل فينا الأسئلة والدهشة والاندفاع متى ما كبر بإجبارٍ منا فقدنا تعطشنا للحياة والمعرفة .. وتوقفنا عن النمو عقلياً