للمرة الثانية أجد نفسي علامة استفهام كبرى وأنا أقرأ لرضوى عاشور..صحيح أني قرأت لها عدة أعمال أحببتها إلا أن ثلاثية غرناطة والطنطورية لم يكونا عملين عاديين..مازلت أتعجب من الكيفية التي تتلبس بها شخصياتها بتلك الطريقة..وأنت تقرأ لا تعرف إن كنت أمام باحثة دؤوب أم إنسان يكتب سيرته الذاتية بمنتهى الصدق(رغم أن العملين المذكورين ليسا أبداً سيرة ذاتية) أم روائية تعرف جيداً طيف تقودك من مكان إلى مكان في زمنها الخاص جداً..حقيقة مازلت لا أفهم كيف تستطيع أن تفعل ذلك بمنتهى الإقناع وبمنتهى الصدق ..
رقية الطنطورية تأخذك من الكلمة الأولى للحرف الأخير من يد مشاعرك وفكرك لتوصلك إليها..إلى حياتها..إلى مشاعرها..إلى أمومتها..إلى عقلها وجنونها ولحظات قوتها وضعفها..رقية الطنطورية ليست امرأة..لكنها فلسطين,,كل فلسطين