أتعجب أحياناً من سير البشر..من منا ليس له سيرة ذاتية هي في أبسط مفرداتها بصمة حياة لا تتطابق معها بصمة أخرى وإن تشابهت الظروف والخلفيات في بعض الأحيان..
لسيرة الدكتور جلال أمين بصمتها الخاصة جداً تنبع من ثراء المكان والفكر والاحتكاك..وقبل ذلك ..تلك الهبة التي يمنحها البعض دون غيرهم ..وهي كاميرا البصيرة التي تلتقط أدق التفاصيل وتحللها وتشرحها وتعيد صياغتها ربما..وصياغتنا معها..
هناك فرق بين أن تنظر من ثقب باب على العالم وتحكي..وبين أن تفتحه وتدخل فيه بكلك..هناك فرق بين أن تكون جزءاً من الحكاية والواقع والناس وبين أن تكون متفرجاً يشاهد عرضاً..قد يكون المتفرج بحد ذاته مبدعاً في رؤيته وكشفه من مقعده لما وراء الحروف والكلمات واللفتات..لكنه في النهاية ليس جزءاً من النسيج..وإن حرص على أن يكون..
بالتأكيد هناك فرق..