سأتجاوز في تقييمي للرواية أدبيات السجون والسيرة الذاتية والاسلوب الرائع والدقيق في توصيف فترة مهمة من حياة الدكتور أيمن العتوم والتي كنا بحاجة لاطلالة ولو قصيرة لتلك الفترة من حياة الأردن الى الفن الراقي الذي عرضه لنا في جنبات هذا الكتاب.
استخدام ايات من القراّن الكريم في تبويب كل فصل من فصول تلك الفترة ساهمت بشكل كبير في فهمي لما كانت تختلج نفس الكاتب من مشاعر في غياهب السجن. استخدام موفق وفي مكانه للأشعار سواء كانت من تأليفه او لشعراء كبار أثرى هذه التجربة على الصعيد الأدبي والتي عكست مستوى الرقي الأدبي لشعراءنا وكتابنا. لغة الكتابة في بعض الأحيان كانت عبارة عن نص أدبي لغوي بامتياز أرغمتني على أعادة قراءة الفقرة أكثر من مرة لأستوعب جماليات النص. صور التأمل والمونولوج الداخلي قربتنا أكثر من فهم ولو جزء يسير من معاناة وأفكار أسرانا وخصوصا الاسرى الاداريين في سجون الاحتلال الذين الى اليوم لا يعرفون التهم الموجهة لهم.
هل هي من أدب السجون، سيرة ذاتية، تاريخ سياسي، مشاعر انسانية، رائعة أدبية، هي كل ذلك وأكثر في رأيي وأنصح محبي الشعر بقراءتها أيضا لانها وظفت الشعر بطريقة ذكية جدا ولن أنسى الاستخدام الذكي لاّيات القراّن الكريم والتي تركت بالغ الأثر والتقدير في نفسي لهذا الأدب الذي ابتعد عن العبارات المسفة والكلمات المخجلة واستحق الاحترام والتقدير.