من مكة إلى لاس فيجاس؛ أطروحات نقدية في العمارة والقداسة > اقتباسات من كتاب من مكة إلى لاس فيجاس؛ أطروحات نقدية في العمارة والقداسة > اقتباس

إن ما يثير الدهشة هو لماذا اختيرت مكةالمكرمة أن تكون مدينة متعولمة المظهر أكثر من أن تكون مدينة مقدسة الشكل والمضمون؟!

إن المدينة العالمية أو المتعولمة تظهر بها الفواصل بين الطبقات جلية وواضحة، وهو ملمحُ منطقىُ فى مدن تتدافع فيها رؤوس الأموال وتتسابق على استغلالها الشركات العملاقة متعددة الجنسيات.

ومكة المكرمة فى ثوبها الجديد أصبحت مدينة مليئة بالفواصل والحواجز النفسية والمعنوية بسبب الفوارق المادية التى تحفزها وتشجع عليها المشروعات الضخمة العملاقة المحيطة بالحرم والتى تقزم الإنسان ماديا ومعنويا.

المثير للتأمل فى هذا السياق أن مكة المكرمة لا تحتاج مظهر نيويورك أو ناطحات سحاب مدينة شيكاغو لتأخذ موقعا على مسرح المدن العالمية. فمكة المكرمة بالفعل هى مدينة عالمية تبعا للتصنيف الأشمل للمدن العالمية والذى يتضمن التأثير الثقافى والحضارى والعقدى للمدينة. واستنادا على هذا التصنيف فإن مدينة بقيمة مكة المكرمة يجب ألا تتطلع إلى تقليد نماذج لمدن تعتمد على القيمة الإقتصادية الرأسمالية فى صياغة دورها العالمى.

هذا الاقتباس من كتاب