أن تحبي رجلًا متزوجًا للكاتبة عزة سلطان عدد الصفحات 111صفحة
❞ حين تُحبِّين رجُلًا مُتزوِّجًا تكونين الاحتمال، والمُؤقَّت، الظِّلَّ والهامشَ، كثيرًا من البهجة المُنتهية قبل بدايتها، حتى وإن دعَّمتِ الحب بلقاءات حميمية، عليك أن تتحمَّلي نتائجه وحدَكِ، تُجهضين هَوَسَ الشَّبَق، وتحفظين أمن العلاقة، العلاقة مع رجُل مُتزوِّج تحتاج إلى مُغامرة برُتبة انتحاريَّة، وحب يغلب الواجب ورجُل يعاني قلبه من هزيمة سابقة في علاقة زواج بَهَتَ وضَلَّ في هذه اللحظة يُصبح تصويب الحب نحوه فعلًا صائبًا في وقته، لكن ستظلُّ الزوجة هي الطَّرَف الأقوى في المُعادلة، فأين تقفين أنت❝
عنوان جريء كجرأة المحتوى نفسه ففي هذا العمل نرى بعين المرأة العاشقة التي تهيم في حبها وتعلن ثورة مشاعرها على رجلٍ متزوج مع سردٍ لمميزاته وحالته الرثة التي اكتسبها من زواجٍ باهت وزوجة مهملة، وأطفال لا يدري كيف يكون أبًا لهم
فلو كنت قرأت من قبل مذكرات امرأة أحبت رجلًا متزوجًا ما كنتُ لأتوقع أن أرى التبرير العاطفي والمنطقي والتردد والشعور بالذنب من منظورها بهذا الإتقان.
المشاعر والتخيلات والصراع بين الرفض والتبرير والوصم المرتبط بعلاقات الحب وخاصة حب الرجل المتزوج، والازدواجية في مشاعر الرجل تجاه زوجته وعشيقته، والضغط النفسي والعصبي الذي تعيشه المرأة في هذه العلاقة كلها مكتوبة باتقان وحيادية تسلط الكاتبة الضوء على تجربة حب معقدة وغير مفهومة بمنظورنا مليئة بالصراعات النفسية والاجتماعية تسلط الضوء بشكل واضح على المجتمع الذي يلوم المرأة فقط ويصفها بخاطفة الرجال بينما يغض الطرف عن الرجل الذي يشاركها ذات العلاقة والمشاعر ولكن في السر.
محاورة البطلة مع نفسها وعقلها تؤكد أنها لم ترتكب خطأ في حبها لرجلٍ متزوج، وترفض وصم نفسها بأنها خاطفة للرجال فالزوج من وجهة نظرها ليس ملكًا لزوجته، بل هو أكثر جاذبية للمرأة عموماً وحرًا في اختياراته
أحببت الفصل العاشر وبالنسبة لي أظنه من أبرز الفصول؛ فقد قدم مناقشة حية من وحي خيال البطلة بينها وبين الزوجة، من خلال حوارٍ مليء بالفلسفة والصدق وتبرير الفعل ونقده، كل ذلك أضاء جوانب كل طرف بشكل إنساني مميز.
الكتابة ذكية جدًا وسردها منفصل عن المثالية والادعاء لكنه كان سردًا حيازيًّا لصالح البطلة لأنها هي من توصف وتشرح وتحكي، تصف لوعتها بحبيبها المتزوج فهي لم تكن تبرر أفعالها بقدر ما كانت تشرح الأسباب المحيطة بالرجل المتزوج، وسبب جاذبيته في نظر النساء ومدى كونها الروح الحية التي بثت فيه الحياة بعد أن فقدها نتيجة إهمال زوجته له.
ورغم التبرير المتكرر والشرح المستفيض والتناقض الملازم للعاشقة الذي يُثير الضيق فإنني أعتقد أن كثيرًا من النساء عند قراءة هذا الكتاب قد يشعرن بشيء من الاستياء أو الاشمئزاز، إلا أن النظرة الواقعية للبطلة كمرأة محبة تصف شعورًا كاملًا وشاملًا؛ فهي ترى أن حب الرجل لا يرتبط بكونه متزوجًا أو لا، لأنه ليس ملكًا لزوجته فقط ومن الطبيعي أن يحب مرةً أخرى، ولها هي الحق في ذلك رغم اعتراض الأخريات وخوفهم منها.
وتنوه في كل سطر أنها هنا ليست خاطفة رجال، ولا تتعمد ذلك بل هي صاحبة فكر وقضية وقد نجحت الكاتبة بوضوح في شرح ووصف ذلك بلغة شاعرية ثقيلة ممتازة وتعابير جمالية، وألقت الضوء على دوافع المحبة كما تحب وصف نفسها من وجهة نظرها، ومن خوفها نفسه ففي النهاية لم تكن تهدف إلى التبرير أو خلق أعذار، بل كانت فقط تسعى لأن يفهم العالم حبها وتصرفاتها ولا يوصمها بشيء ليس فيها!..ف