أن تحبي رجلًا متزوجًا __للكاتبه عزة سلطان
في اللحظة التي تقع فيها امرأة في حب رجل متزوج، لا تبدأ فقط قصة حب، بل يبدأ صراع داخلي معقد، بين ما تشعر به، وما تعرف أنه "لا يصح". هذا الكتاب ليس مجرد سرد لحكاية عاطفية، بل نافذة تطل على منطقة محرّمة في وجدان المجتمع، لطالما هرب الجميع من الحديث عنها: العشيقة... كما ترى نفسها.
بعنوان جريء كاشف، تقدم عزة سلطان خطابًا أدبيًا مليئًا بالتأملات النفسية، يتتبع مشاعر المرأة التي أحبت رجلًا لا يخصها، لكنها أحبته رغمًا عن كل شيء. لا تسعى الكاتبة لتبرير الفعل، بقدر ما تسعى لفهمه، ولفرض مساحة آمنة لسماع الطرف الثالث من المعادلة العاطفية: تلك التي اختارت النصف، الظل، المؤقت... وتورطت في حب لا يُعلَن.
لماذا؟!!!
هذا هو السؤال المركزي الذي يُلحّ طوال القراءة.
لماذا ترضى امرأة بهذا الدور؟ لماذا تقبل أن تكون دومًا في الانتظار، وفي التبرير، وفي موضع الاتهام؟ أهو ضعف؟ أم فراغ؟ أم وهم حقيقي بالحب؟
الكاتبة لا تقدم إجابة صريحه، بل تترك البطلة تتحدث، وتعترف، وتدافع، وتخاف، ثم تصمت في النهاية على صوت الضمير الذي يهمس: "ستخسرين، دائمًا ستخسرين."
لغة الكتاب...
تجمع بين البساطة والعمق، أحيانًا شاعرية، وأحيانًا مباشرة، لكنها دائمًا صادقة. لا تتجمّل، ولا تدّعي المثالية، بل تقول الحقيقة كما يشعر بها من يعيشها، حتى وإن بدت صادمة.
الفصل العاشر...
من أبرز فصول الكتاب، لأنه يتخيل مواجهة بين الزوجة والعشيقة، فتبدو كل منهما ضحية والأخرى خصمًا. يتجلى فيه تعقيد مشاعر النساء حين يدخل بينهن رجل واحد، يتقن لعبة القسمة والوقت... ويترك لكل واحدة منهن وجعًا مختلفًا.
نقاط قوة الكتاب...
يحترم ذكاء القارئ ولا يقدم إجابات جاهزة.
يفتح مساحة للتأمل، والاختلاف، والتفهم، حتى لو مع موقف نرفضه.
يُسلّط الضوء على ازدواجية المجتمع الذي يُدين المرأة وحدها دومًا، ويتجاهل شريكها في العلاقة.
يطرح رؤية نفسية حقيقية لتشوهات العلاقات العاطفية في زمننا.
في الختام...
"أن تحبي رجلًا متزوجًا" ليس كتابًا عن العلاقات المحرمة، بل عن هشاشة القلب البشري حين يقع في الحب الخطأ. كتاب يرى العشيقة كإنسانة، لا كخطيئة، ويمنحها حق الكلام... لتبوح، ولتسأل، ولتُحاسب نفسها أيضًا.
كتاب سيثير داخلك مشاعر متناقضة: ستغضب، تتفهم، تنكر، وربما تتعاطف... لكنه حتمًا لن يمر دون أثر.
#مسابقة_ريفيوهات_عزة_سلطان
#عزة_سلطان
#فنجان_قهوة_وكتاب