اقتباسات من كتاب كل هذا الدفء في عيني مريم

المعادلة في قلبي ما زالت متزنة

‫ ربما تسكن العتمة عيني

‫ ولكنها لا تغطيها

‫ ربما أخاف كثيرًا

‫ ولكني ما زلت أملك

‫ قوة أول إنسان في العالم.

في كل مرة يموتُ فيها قلبي

‫ أقول إنها المرة الأخيرة

‫ ولكنه يفاجئني بعدد ميتات لانهائي

‫ وكأن الحياة تكمن

‫ في خلقِ صياغةٍ جديدةٍ للموت

‫ أو أنها حصيلةُ الموت

انتصاري الوحيد في الحربِ

‫ أن أخرج بأقل خرابٍ ممكن

‫ انتصاري الوحيدُ في الحياة

‫ ألا أحارب حربًا رخيصة،

‫ الأبوابُ في رأسي

‫ لا تعرف بيتًا

‫ البيتُ في مدينتنا

‫ لا يألفُ قدمًا

‫ القدمُ في شوارعنا الخلفية

‫ ترسمُ خرائطَ العالم

‫ في ممرات

‫ البيت الذي أقمته

‫ فوق ارتعاشة اللهب الأزرق

‫ ليلة عرفت

‫ أن لا أرض تحتضن

‫ البيوت المتمردة!

أين أذهب بكل هذا الدفء في عيني؟

اطمئني..

‫ المعادلة في قلبي ما زالت متزنة

‫ ربما تسكن العتمة عيني

‫ ولكنها لا تغطيها

‫ ربما أخاف كثيرًا

‫ ولكني ما زلت أملك

‫ قوة أول إنسان في العالم.

هل سبق لك ونصحك طبيبك

‫ بتشميس جُرحك؟

كل صباحٍ أقوم بعد أشيائي الثمينة

‫ أرقّمها من واحد إلى سبعة

‫ أنت الرقم سبعة

‫ وسبعة تعني الأبد

‫ وهذا رقم أدفع فيه عمري

‫ ولا أن أضيعه

‫ رغم أنه في الأصل ضائع

‫ تسألني دومًا عن موقعك

‫ وأنت الباب المفتوح في رأسي

‫ والكلمة الخطرة في كل قصيدة

‫ والسر الأصيل للغة السبعة

‫ التي لا تفهمها الأرقام الستة من قبلك!

‫ ما زلتَ تشبه الحلم

‫ متجددًا، مستحيلًا، وخالدًا

‫ بينما أشبه الباب الذي فتحتُه علينا

‫ وسربتُ منه نصف قصتنا.

كأن تُقنِع القبيلةَ

‫ بحاجتك لتمشيةٍ قصيرةٍ خارجها

‫ فينادون:

‫ «الخروجُ يعني الموت»

‫ ما من أرضٍ ستحبك دون ضمانة،

‫ دون أن ترهن وجودك فيها بالدم

‫ ما من حبيبٍ سيقبلُ محبتك مفردة

‫ دون أن يأكلك

مهم جدًّا تنسيق طريقة الحزن

‫ على الأمنيات الضائعة..

‫ أن نبكي

‫ دون أن يبتلع أحدنا بكاء الآخر

‫ لا أذكر كم مرة كتبتُ عن الموت!

‫ ولكني أعرفُ عددَ المراتِ

‫ التي تورّط فيها الموتُ معي

‫ حتى عجز عن التفرقة بين نفسه وبيني!

لن أكف عن ترويض الألم

‫ حتى لو انتهى الأمر معنا

‫ بلغة جديدة

‫ لكل يوم.

لا يهم صنع لحنٍ جديد

‫ يكفيني صوتُ الصمت

يكفيك منها قبضة كف صغيرة

‫ لتخرج لك:

‫ طفلًا غاضبًا من أجل القصيدة

‫ طفلًا جائعًا من أجل القصة

‫ طفلًا مجنونًا من أجل الرواية

أي اتساقٍ يبحث عنه الإنسانُ

‫ والطريق إلى الحكمةِ يمر عبر الجنون؟

‫ - أحمد سلامة الرشيدي