اقتباسات من كتاب عودة الوعي

إن التجاء الأقلام التى تكتفى بمهاجمتى دون التعرض لصلب الوقائع هو اعتقاد خاطئ بأن التجريح الشخصى يمكن أن يستر ويخفى حقيقة الوقائع ولكن لا بد أن تنكشف يومًا الحقائق لأن شخصى زائل، أما ما يمس الأمة فهو باق أما لماذا

❞ لماذا نخلط دائمًا بين الود والرأى، وبين المشاعر الشخصية والمواقف العامة ونَعُدّ كل نقد خصومة خاصة؟ ❝

❞ اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية».. حكمة قديمة، حبذا لو فهمها الناس وعملوا بها. ففى مجال السياسة هى قمة النضج. وفى محيط العلاقات الشخصية هى مَجْلَبَة لراحة النفس وحرية النظر ❝

❞ إن الجانب الشخصى هو حقى، ولكن الجانب العام هو حق الوطن. ❝

❞ استمر الطنين كالمعتاد من حولى فى الأناشيد الحماسية وأغانى المطربين والمطربات ولافتات الشركات: النصر، النصر، النصر.. شركة النصر لكذا، وشركة النصر لكيت، وسيارة نصر، ومصنع نصر، ومتجر نصر.. وكل شيء نصر فى نصر فى نصر.. إلى حد مضحك يثير سخرية ❝

❞ إسرائيل لم تكن يومًا تحلم بأن تبلغ بهذه السرعة هذه القوة العسكرية، ولا أن تظهر أمام العالم بهذا التفوق الحضارى، إلا بفضل سياسة عبد الناصر! ❝

❞ ومن يهوش بالسلام ويُرِد الحرب يكسب الحرب. ومن يهوش بالحرب ويرد السلام يخسر الحرب ويخسر السلام. وهذا كان حالنا… ❝

❞ حدث أن جاء «مصطفى النحاس» إلى الحكم على أثر انتخابات ظفر فيها بالأغلبية، وكنت يومئذ مديرًا لإدارة الإرشاد بوزارة الشئون الاجتماعية، فنشرت مقالاً فى جريدة الأهرام بعنوان «الخواتم الثلاثة المزيفة» أشير فيه إلى أن الأحزاب الموجودة فى البلد كلها مزيفة. ❝

❞ ولكن المكروه ـ بل الخطر ـ هو أن يكون للمعبود البشرى من القداسة ما يجعله معصومًا من الخطإ فى نظر الناس، وما يجعل سلطانه يشل العقول فلا ترى غير ما يرى، ولا يسمح لها برأى يخالف رأيه. وهذا ما حدث ❝

❞ نهرو وتيتو.. فهما سياسيان حقّا. فقد كان عبد الناصر أقرب إلى طبيعة الكاتب الفنان الحالم العاطفى، ويظهر أن الظروف هى التى دفعته إلى طريق غير طريقه، ولو أنه تُرك لطبيعته لكان كاتبا ناجحا. ❝

❞ ومن المعروف أن نهرو قال لعبد الناصر فى عبارة رقيقة موحية إنه يحتاج إلى قليل من الشَّعْر الأبيض! وهو يقصد بلا شك قليلاً من الرزانة والحكمة والتجربة. وقد ظهر فيما بعد أن نهرو على حق، ❝

❞ كان لهذا المسلك الانفعالى تأثيره على مصير الوطن كله.. كما سارت الأمور كلها بعد ذلك فى شئون الدولة ـ خارجها وداخلها ـ على هذا المسلك وبهذا المحرك: «الانفعال ورد الفعل». ❝

❞ ولكن الحقيقة أن عبد الناصر رجل سلام، ولم يفكر قط فى الحرب تفكيرًا فعليّا. إنه رجل عواطف وانفعال وخيال. ❝

❞ كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير! كنت أحيانًا أستغرب أشياء وأقول لنفسى: أمن الصواب حدوث ذلك؟ ❝

❞ وعندما كان يخطب بقوة قائلاً عن دولة قوية تملك القنابل الذرية:«إذا لم تعجبها تصرفاتنا فلتشرب من البحر» كان يملؤنا الفخر! ❝

❞ وكان يتحدث بمفرده الساعات الطوال ـ بغير كلفة ـ حديثًا يُظهرنا فى صورة أبطال بقيادته، ويُظهر الدول الكبرى حولنا فى صورة أقزام، فكنا نصفق إعجابًا وخيلاء ❝

❞ لم نكن نعرف من أمورنا أو الأمور الخارجية إلا ما يُلْقِى هو به إلينا من فوق منصة عالية، فى عيد من الأعياد أو مناسبة من المناسبات. ❝

❞ وبدأت البلاد تعتاد حكم فرد وثقوا به وأحبوه. والجماهير عندما تحب لا تناقش. وخفتت شيئًا فشيئًا أصوات من اعتادوا المناقشة. وأخذ الحاكم المحبوب نَفْسُه يعتاد الحكم الذى لا مناقشة فيه، ❝

❞ إن المهمة الكبرى لحامل القلم والفكر هى الكشف عن وجه الحقيقة. ❝