اقتباسات من كتاب متشابهون وهذا مخيف

هذا السائق لا يحب الموسيقى

‫ يحب القرآن

‫ ويفضل - تحديدًا- أصحاب الأصوات القبيحة من قارئيه

‫ من آن لآخر يخفض الصوت

‫ يهدئ السرعة

‫ ليتفرس في امرأة عذبة الملامح

‫ أو أخرى باذخة الأنوثة

‫ يسب الملة لجمالهن

‫ وما يفعله جمالهن في أعضائه

‫ ثم يعود

‫ يرفع الصوت مرةً أخرى

‫ البيجو 504 تحمل سبعة ركاب

‫ والسائق ثامنهم

‫ السائق شقي

‫ البيجو تحفظ سورة البقرة كاملةً بصوت الشريم

‫ وأغنيات ميادة الحناوي

كما يلئم جرحًا

‫ يصل الجسر من أعجاز النخل بين ضفتين

‫ ينوء بحمله فيهتز ويهبط قليلاً

‫ ثم يعلو

‫ ولا ينكسر حتى الآن

‫ يدوس عليه حمار وبقرتان

‫ ونسوة وفتيات

‫ ورجال زاغت أبصارهم

‫ الجميع - في الغالب- لا يعرفون وجهاتهم

‫ الحمار والبقرتان يعرفون

لم يلاحظ المسافرون شيئًا ‫ شأن كل الأشياء التي تخايل ولا تجيء؛ ‫ ثم تخايل ‫ ثم لا تجيء ‫ لصفرة السماء طعم بدائي ‫ لصفرة السماء رائحة ‫ معدنية، نيئة، بالغة الخفة ‫ يدركها الذين عرفوا الخوف على كبر

نحن تائهون والجميع نيام

‫ هدهم التعب فناموا

‫ وأيقظني

‫ كيف يروح التائهون في النوم؟

‫ هل يروح التائهون في النوم؟

وكأنني في لوحة مزيفة.

كل المساجد على الطريق مساجد رحمة

‫ الغفل؛ لم يخبرهم أحد

‫ "الرحمة" كلمة بالغة الحساسية

‫ هاربة من معجم الطين

‫ لا تجوز كتابتها بخط الرقعة

‫ وإلا قست.

إنهم متشابهون

‫ مثلما البيوت متشابهة

‫ متشابهون وهذا مخيف.

يجري الأمر على هذا النحو؛

‫ الشمس تأكل الطريق

‫ والطريق تأكلني

‫ الشمس تأكلنا أنا والطريق

‫ وأنا آكل خوفي المالح.

الانتظار دودة تأكل الورقة الخضراء الوحيدة المتبقية في القلب.