اقتباسات من رواية ثلاثية المسيح - الجزء الأول: عيسى بن مريم

⁠‫‏- أفيُعطيني ويَبْتَلِيني.⁠‫

⁠‫‏- بلى. وسيُعْطيني ويَبْتليني.⁠‫

⁠‫‏- وماذا نفعل؟! ‏

⁠‫‏- تسألني وأنتَ العارِف. اصبِرْ؛ إنّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ.⁠‫

ثُمّ إنّها أثْقَلَتْ، فاضطجعتْ تُريدُ أن ترتاح، فكلّمها في حَقّ الله: إنّها سُوَيعات، وإنّها مُبارَكة، وإنّها إنْ ذهبتْ فلن تعود إلى يومِ الدّين، وإنّ الله يَطلُبكِ في هذه السّاعة فقومي إليه بالدّعاء، فلو أنّ آلامَ الجسدِ باقِية ما أَمِلَ إنسانٌ في عَمَل، ولا سعى إلى أمر، ولكّنها عمّا قريبٍ تزول وتنتهي، فاعملي من أجلي ومن أجلك ما يبقى لنا يومَ نلقاه، يومَ يُشهِدنا على أنفسنا، ويُشهِدُنا على قومِنا… فإنّ الظّفر بالنّعيم الآبِد ثمنُهُ الصّبرُ في اللّحظاتِ العَصِيبة الفانِية

كلُّهم يأوي إلى المعبد في اللّيالي الطّويلة، يذهبون في طريق النّور، يتركون أنفسهم، ويغادرون حيواتهم الزّائلة، ويصعدون عبر سلالم التّسبيح إلى السّماوات…

والدّرسُ صلاةٌ فالخُشُوعُ فيه فَرض

انقطعتِ الأصواتُ إلاّ صوتُ مَنْ يأوي إلى رحابِك… ونامتِ القلوب إلاّ قلبُ من هو مُتعلّقٌ بجلالك… واضطجعتِ الأجسادُ إلاّ جسدُ مَنْ أفناه في حُبِّك… ‏

صارَ له وجهٌ آخر؛ لم يعد بالإمكان الاحتِفاظ بالوجوه طويلاً؛ إذا كان الزّمنُ يتغيّر، والنّفوس تتحوّل، والقلوب تتبدّل؛ فَلِمَ يبقَى هو على حاله!!

هممتُ أنْ أقطِفَ وردةً أخيرةً لأمّي وأقدّمها راكِعًا تحتَ قدمَيها، لكنّني عدلتُ في اللّحظةِ الأخيرة؛ الوردُ في قلبها وأنا أستظلّ تحتَ عرائش ياسَمينها فكيفَ سأُقدّمه لها هديّة؛ الوردُ يخجل!! كانتْ أمّي تُشبه الورد في أشياء كثيرة؛ ساكِنة، جميلة، طيّبة، تُريح النّفس، تزرع البسمة على القلب… والأهمّ تُعطِي دون مقابل.⁠‫

"الحقّ أقول لك: مَنْ يزرعِ الخوفَ في قلوبِ النّاسِ لا يَجْنِ إلاّ الخوف".

يا ربّ أنا أمتُك وهذا عبدُك، وإنّكَ ما قذفْتَ في أرواحنا شُعلةَ الحياةِ إلاّ لنؤدّي حقّكَ فيها، فَأَعِنَّا على ما حمّلْتَنا، فلولاكَ لما كُنّا، ولولا تكاليفُكَ لكانتِ الرّاحةُ سبيلَنا، ولكنّك عَهِدْتَ إلينا بما لم تَعْهَدْ به إلى سِوانا، فلا تجعلنا كَسِوانا، قَوِّ ظهورنا على حَملِ رسالتِك، وألسِنتَنا على قَوْل الحقّ فيك، وأرجلَنا على السّير إلى غايتك، ولا تجعلْ لنا حظًّا سِواك، وهَوِّنِ الدُّنيا في أَعْيُنِنا حتّى تعودَ أهونَ علينا من شَرَكِ النّعالِ البالي واجعلْنا إذا أخذْنا منها أخذْنا بما يُعينُ على التّفّكر فيك والتّأمُّل في مَلَكوتك، وعونًا على رؤية الحقّ الّذي هو أنت، والسّير في الدّرب المُوصلة إليك، وإليكَ وحدك

إنّما الأنبياء مَراتب، أَعلاهُم أَعلمُهم بالله، والعِلمُ عندَ الله يُؤتيه مَنْ أحبّ، ولا يُحبّ إلاّ مَنْ أحبّه حتّى وهبَ كُلَّه له، فإذا أنتَ أحببتَ الله حتّى لم يبقَ منكَ لكَ شيءٌ أعطاكَ عِلمًا لم يُعطِهِ لسواكَ، ورفعكَ عنده درجاتٍ لا يبلغها إلاّ مَنْ أحبَّ كحُبِّك. فيا بُنيّ كُنْ لله يكنِ اللهُ لك. ‏

إنّما الأنبياء مَراتب، أَعلاهُم أَعلمُهم بالله، والعِلمُ عندَ الله يُؤتيه مَنْ أحبّ، ولا يُحبّ إلاّ مَنْ أحبّه حتّى وهبَ كُلَّه له، فإذا أنتَ أحببتَ الله حتّى لم يبقَ منكَ لكَ شيءٌ أعطاكَ عِلمًا لم يُعطِهِ لسواكَ، ورفعكَ عنده درجاتٍ لا يبلغها إلاّ مَنْ أحبَّ كحُبِّك. فيا بُنيّ كُنْ لله يكنِ اللهُ لك. ‏

إنّما الأنبياء مَراتب، أَعلاهُم أَعلمُهم بالله، والعِلمُ عندَ الله يُؤتيه مَنْ أحبّ، ولا يُحبّ إلاّ مَنْ أحبّه حتّى وهبَ كُلَّه له، فإذا أنتَ أحببتَ الله حتّى لم يبقَ منكَ لكَ شيءٌ أعطاكَ عِلمًا لم يُعطِهِ لسواكَ، ورفعكَ عنده درجاتٍ لا يبلغها إلاّ مَنْ أحبَّ كحُبِّك. فيا بُنيّ كُنْ لله يكنِ اللهُ لك. ‏

فما رأسُ العِلم؟! ‏

‫ ‏- رأسُ العِلم ألاّ تُلقِي بنفسِكَ في التَّهْلُكَة . فتعرفَ موطِئَ قَدَمِكَ في كُلّ خُطوة؛ قدمِكَ الّتي عندَ الرّب؛ ليسَ الّتي لك في العاجِلة. ‏

فما رأسُ الاستِقامة؟! ‏

‫ ‏- رأسُ الاستِقامة أَنْ تُدِينَ نفسكَ في اللّحظةِ الّتي يُضخّمُ لك فيها الشّيطانُ أعمالكَ فتظنّ أنّكَ خيرُ مَنْ على الأرض، وأنتَ في الحقيقةِ أبأسُهم لو عَلِمت!! ‏

القرابين ليستْ أغنامًا تُذبَح؛ قدّمْ نفسكَ قُربانًا لله. فالأعمال الصّالحة خيرٌ من الشّياه الثّاغِية. ‏

❞ نعم كان الزّمن بيد خالقه، وكان يستطيع أن يقبضه فيقصُر، أو يَبسطه فيطول؛ ومَنْ غيره قادرٌ على ذلك!! ❝

لكنّ الماضي لا يَنساكَ وإنْ حاولتَ نِسْيانَه،

أجملُ الدّروبِ هِيَ الخاليةُ إلاّ من الله، اللهُ يرافقكَ في الأَثَر؛ في تفتُّحِ الورود، وفي غِناءِ الطُّيور، وفي صفير الرّياح، وفي خرير المياه، وفي حفيفِ الأشجار… كانتِ

"لأَنْ تُفني نفسكَ طمعًا في ما عند الله خيرٌ لكَ من أن تُحييها في حلاوة الدُّنيا ولو عشتَ مُخلَّدًا…"

‏بدا العالَم ضائعًا، تائهًا، يتأرجحُ مثلَ عَصفٍ يابس…