وكسة الشاويش ... رواية
الكاتب: كمال رُحيّم
من المؤسف التعرف على الكاتب بعد رحيله، وهذا يثبت ان الكتابة تعيش عمراً أطول من صاحبها ،، قراءتي الأولى للكاتب الذي شاءت الأقدار ان يعلن عن صدور الرواية وبعدها بيومين ينعى وفاته!
رواية متوسطة ليست طويلة ولا قصيرة، تلقي ظلالاً على واقع لاشك ان أياً منا قد صادفه او سمع به بطريقة أو بأخرى، ، يصور الإنسان البسيط المغلوب على أمره ، الهين اللين الذي لا يقوى على صد الرياح حين تزمجر وطبعه التسليم والخنوع وإحسان الظن ،، وتعلقه،بابنه الوحيد ينم عن حقيقة مفادها أن المرء محتاج ابداً لعزوة تغنييه وترفق به وصحبة تؤنسه واما البنوة فهي انتماء ينمو ويتزايد مع نمو الذكريات الحنو والأنس والرفق والرفقة ،، ولكن حين يكون الإبن على صغره أبا لأبيه ناضجا قي وعيه به مشفقا عليه مراقبا لتفاصيله ومؤولاً لها، حتى يشعر بفقده أنما فقد جذوره وإن علم أنه ليس ممتدا لجذور من ظن انه اباه،، ذلك الشاويش المسكين الذي لا يعرف كيف يزجر قطة اقبلت ع طعامه،، ويلمح جمع من رفاقه لسلوك صاحب العمارة ويعلمون ما يلوح،بينه وبين زوجة الشاويش إلا انه يحسن الظن ولا ينشد إلا السلام! ومن المفارقار القوية في هذا التاصيد كيف او الألن يأخذ،على نفسه حق الثأر لأبيه والذي يري أنه قد عاش ومات مظلوما حتى،لعد اوعلم لالمصادفة بفضيحة كونه ابن رجل آخر يظل بمقت هذا الأب البيواوجي ويؤول علي نفسه الامتقام منه ومن أمه التي سلبته حقه وكرامته وجعات منه ابنا غير شرعي ويكبر هذا الحنق في نفسه لا يخفف منه حدب ابيه الحقيقي واجزاله العطاء له ولا لهفة أمه عليه
هذه رواية يستزيد المرء منها فهماً لحقيقة الشعور الدفين لانفس البشرية المعذبة بفهمها ومعرفتها والتي تستفحل فيها الرغبة ف القأر لماضيها المخزي ولرجل بريء لاذنب له الا سلامة الطوية
وكيف ان الندم يجانب المرء متي مااقتنع بأن فعلته مستحقة وإن انكرتها الشرائع والقوانين
كما أنها تلقي،الضوء تاريخيا على حقبة تلت النكسة في حي من احياء بورسعيد عروجا على اسواقها ومعالمها الموسومة خلال السرد حتى قبيل النصر ينة 1973،، وقد تزامن نشر الرواية كذلك مع اقتراب الاحتفال بتاريخ ذكرى نصر اكتوبر المجيد
الغلاف معبر وموفق للغاية لا يختلف على ذلك اثنان كما انه باعث للتشويق ومنسجم مع العنوان
وأخيراً رحم الله الكاتب وأسكنه فسيح جناته ،، وهذه بعض الافتباسات ..
❞ ورجع أبي من البلدة بعد أربعة أيام. رجعَ مزهُوًّا بنفسه بعد أن جمع للعَمِّ أناسًا أجبروه على دفعِ مائةِ جنيهٍ أخرى فوق الخمسين المتبقية له، ظنَّ أنه انتصر بعد النكسة التي انتكسها رغم أن كل ما تحصَّل عليه، وبالكاد، ❝
❞ حياتي الثانية بدأت برحيله عن البيت وانتهت بقفص المحكمة وانتظار العقاب، فأبي رغم هشاشته وقِلَّة حيلته كان فارقًا في حياتي؛ لم يَكُن مجرد أب بل أكبر من ذلك، وحتى بعد ما عرفتُه عن أصلِي وفصلي تضاعَفَ لديَّ هذا الإحساس، وازداد ❝
❞ لا أعرف مَنْ منَّا كان أكثر حُبًّا للآخَر، كلانا في حالة إفراط، هو ليس له سواي، وأنا وإن كان هذا لافتًا وعلى خلاف ما تجري به الأمور بالنسبة لمن هم في مثل سِنِّي لم أكُنْ متعلقًا به فقط لكونه أبي، ❝