اقتباسات من كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك

وحين يأتي المساء وتنخفض الإرادة ويأتي الكسل مهرولًا إلينا؛ يبقى إنجاز الصباح يُطل علينا ليُشعرنا بأن اليوم لم يمر هباءً وأننا لسنا كسالى، وكأني أحدّث نفسي أني ملأت صحيفتي ببعض الإنجاز الصباحي الذي يجب أن أفخر به؛ فلا أجلد ذاتي

إن أجّلت كل الرفاهيات من إفطار وتصفح لوسائل السوشيال ميديا أو مشاهدة التلفاز لما بعد الانتهاء من تلك المهمة الصعبة، فسوف تجد أن ذلك العمل الذي تنجزه في ثلاث ساعات، قد يستغرق منك ساعةً واحدة فقط.

لذا فالخيار الأمثل أن تبدأ يومك بالمهمة الأصعب (الضفدعة الأبشع)، مستوى قوة إرادتك بمجرد استيقاظك من النوم يكون في أعلى معدلاته،

في كل يوم، وكل فعل يجب عليك القيام به، قل لنفسك: «سوف أجعل سلوكي دومًا يسبق دوافعي أو مشاعري أو عاداتي القديمة البالية أو…».

فقط افعلها وتذكر دومًا قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد: ١١].

وتذكر أن النجاح لا يأتي نتاج يوم واحد للعمل أو يوم واحد للخروج من منطقة الراحة؛ بل هو نتاج أيام متتالية وعمل مستمر لأيام، لشهور وربما سنوات.

‫ لا تنتظر من عقلك أن يأتي إليك قائلًا «هيا بنا، نحن على أتم استعداد للعمل»؛ لأن هذا اليوم لن يأتي أبدًا، فقط اجعل سلوكك يسبق دوافعك

يردد بعض الفاشلين عبارات مثل: ‫ «لا أشعر أني أستطيع فعلها» ‫ «أنا أخشى ألا أفعلها بصورة جيدة» ‫ يا سيدي، فقط افعلها Just do it ‫ افعلها حتى لو بصورة غير جيدة ‫ افعلها حتى لو غير متقنة ‫

‫ إن كان الفعل ثقيلًا على قلبك، افعله بمقدار صغير، ثم زد غدًا من المقدار، ثم زد بعد غد حتى تألف الفعل وتتكون العادة؛ فلا تجد من نفسك المقاومة التي كنت تجدها من قبل في الإتيان به..

«لو كان الشغف هو الدافع الوحيد للالتزام بالمهام الوظيفية؛ فهذا الدافع ليس مستقرًّا فمهما كانت مهنتك شائقة أو ممتعة؛ سيأتي وقت تشعر فيه بالملل أو الضيق أو ضعف الهمة؛ وقتها سيؤثر هذا في عملك وإنجازك؛

‫ سلوكك هو الذي يجب أن يسبق دوافعك أو مشاعرك وليس العكس، تذكّر ذلك جيدًا في كل فعل تود القيام به في يومك.

إن أردت النجاح فيجب دومًا أن تجعل سلوكك سابقًا لدوافعك، لأنك لو انتظرت لدافعك ليحثك على العمل فلن يسمح لك عقلك الباطن أو جيناتك بالتحرك؛ لذا عليك مباغتته، صُم أذنيك عنه وانطلق لفعل ما يجب عليك فعله ‫ «أنا أخاف

تفعل نفس أفعال والدك التي كنت تستنكرها، أو تفعلين وتتصرفين كما كانت أمك تتصرف؛ في حين أنكِ كنتِ دومًا ترددين أنك لن تكوني مثلها.. مضت السنون سريعًا وتمكّن منك عقلك الباطن وجيناتك وأقعداك وقاموا بتشكيلك في قالبهم المعتاد.

للإنسان عدوان يكبحان جماحه ليظل قابعًا في منطقة راحته مستكينًا، لا يبرح عنها إلا مع وجود خطر كبير يداهمه يضطره راغمًا لفعل شيء، هذان العدوان هما عقله الباطن اللاواعي وجيناته التي تَوارثها من أجداده،

«اجعل سلوكك يسبق دوافعك»، التفكير قد يجذبك للوراء ويوقفك عن محاولاتك للانطلاق للأمام، أنت لست بحاجة للدافع وكثرة التفكير، فقط افعلها!

احتمالية استمرارك في تحقيق هدف ما وتحويله لعادة تكون أكبر عندما تركز على «النظام» وليس «الهدف».

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما أصابتني مصيبة إلا حمدتُ الله على أربعة أشياء: أنها لم تكن في ديني، أنها لم تكن أكبر منها، أن الله يثيبني عليها الجنة، أني تذكرت مصيبتي في فقد النبي صلى الله عليه

‫ - عندما تشعر بأنك غير مرتاح لفعل الشيء ‫ لا ليس لأن «قلبك دليلك»، وأن هذا الشيء لو كان جيدًا لشعرتَ بالسعادة وعدم الخوف منه؛ فالشعور بالخوف وعدم الراحة شعور طبيعي، ولو لم يفعل الإنسان أي شيء جديد

‫ الخوف يجعل المرء يردد في نفسه عبارات متتالية من «ماذا لو..» كلها سلبية، واضعًا أسوأ النتائج التي قد تحدث؛ ولكن ماذا لو زرعنا في أنفسنا جوابًا لهذا السؤال «ماذا لو؟» بأن نردد على أنفسنا «أستطيع فعلها» ثم افعلها!

يقول برايان تريسي:

‫ «انطلق خارج منطقة راحتك، لا يمكنك أن تنمو إلا إذا كنت على استعداد لتقبل الشعور بالحرج وعدم الراحة عند تجربة شيء جديد»