اقتباسات من كتاب عزيزي السيد المجهول

ومولعة بمراقبة القلب وهو ينسى ما أقسم أنه لن يتجاوزه،

الحمد لله لأن الدنيا ليست باقية، غدًا تبدأ حياة لا ألم فيها ولا موت.‏

‫ ‏المُرسِل:‏

‫ ‏يائسة وقفت في منتصف الطريق وباعت قلبها.‏

انتظاري للأشياء التي لن تحدث يحولني لعود ثقاب سقط على رصيف فيه مطر، لا هو يشتعل ولا هو ينسى أنه عود ثقاب، أنتظر كلمة اعتذار من كل الذين رحلوا«--المقطع ذكرني بزميلة منتقبة تعرفت عليها منذ عقدين من الزمن الغابر الحمد لله أبدًا إلهي ما يعيدها أيام وليالي.

عليّ أن أرفض بعض الأشياء التي تقتل ولا أقول سأجتازها، لأن لا شيء يمر، تتكوم في الحلق ولا تخرج، وأنت بعد عامين من الصمت جعلتني أتحدث مرة أخرى، الأشياء تجرح وهي تخرج مني، وكل مرة أفتش في الأوراق خائفة أن يسقط عليها دمًا دون أن أشعر.

لا أتمنى أن يتذوق أحد هذا الشعور، أن تفتح عينيك بإجهاد بعد معركة مع النوم خسرتَ فيها.‏

‫ ‏القاهرة.‏

‫‏٢٢/٧/٢٠٢١‏

نظرتُ إلى السماء ودعوت الله أن تمطر، وحين استجاب وأمطرت بكيتُ من فرط السعادة.‏ ‫ ‏أنا لمّا كبرت، اكتشفتُ أن الحقائق تُزيّف، وأن العصفور وحيد ويتمنى أن يموت لأنه أدرك أن الوحدة أيضًا موت، وأنني حين دعوت أن تمطر، كنتُ في خريف لا يسقط فيه المطر، بل تسقط فيه الأوراق تباعًا.

ظننتُ أنه من المستحيل أن تقسو الحياة على قلبٍ أخضر لا يريد منها شيئًا سوى سعادة يجتاز بها أيامه، حتى لو كانت قليلة، المهم أنها تكفيه.‏ ‫ ‏أنا لمّا أحببت، فتحت النافذة على الحقائق التي لا تتوارى، فتحتُ يدي للعصفور الصغير وأطعمته.

، لأنه للمرة الأولى منذ زمن بعيد لا يسألني أحد عمّا بي، بل يترجاني لأنه يريد أن يسمع، ولأنني لا أعرفك ولا أظنني سأفعل، ولا يهمني كيف ستراني.‏ ‫ ‏هل بالفعل لديك أذنين كبيرين كما تخيلتك؟ ‏ ‫ ‏القاهرة، من خلف النافذة.

⁠‫القاهرة،

‫‏١٦/٦/٢٠٢١‏

حديث الرسول: "كان فيمن قبلَكم رجلٌ به جُرْحٌ فجزِعَ، فأخذ سِكِّينًا فجزَّ بها يدَهُ، فما رقَأَ الدمُ حتى مات، فقال اللهُ: بادََرَني عبدِي بنفْسِهِ، فحرَّمْتُ عليه الجنةَ".‏ ‫ ‏وأنا لا أريد أن يحرمني الجنة، ولا أريد أن أكون عبدًا يائسًا .

لا أحب الكذب في الكتابة، لأنها وصف، والوصف إذا كان كاذبًا تبدلت الموازين.‏

‫ ‏لذا سأعترف، أنا أعيش لأنه ليس هناك اختيارٌ آخر، لأن المرة الوحيدة التي تملكني فيها اليأس وشوّش تفكيري ودفعني بقسوة تجاه إنهاء كل شيءٍ، رفضني الموت.

‫ ‏كنتُ أقول، لو أننا أشخاصٌ أخرى، نلتقي في بلادٍ أخرى، تجمع بيننا مواقف أخرى، ربما كانت النهاية ستختلف، ربما كان الطريق الذي بكى حين أدرك أنه لم يُخلق لخطوتك، تجري فيه الحياة مرة أخرى وينمو الورد على جانبيه.‏

شعور أن يدرك المرء أنه ليس بمفرده وأن هناك قلبًا لا ينساه ليتذكره وأن وجوده نقطة جمالية في حياة إنسانٍ آخر.‏

القُبَل على موضع الألم تخفيه.

تتمنى لو أنك مثلي تستطيع القول أنك خائف، وتستطيع إظهار ألمك كما أفعل أنا أحيانًا.‏

‫ ‏لماذا تُخفيه؟ أتعرف ما الذي يفوق الألم؟ كتمانه.‏

العشم يقتل صدقني، أنا مت أكثر من مرة بسببه.

عزيزي السيد المجهول..‏

‫ ‏هل حقًا مدينتك البعيدة آمنة ولا يغزوها الوجع؟ ‏

أنا لا أضع وليمة حزني للعابرين، ولا أُظهر فجيعتي في الأشياء التي تأكلني ولا تترك مني ما أبكي به حتى.‏

إنني من كثرة ما بكيت زهدت البكاء، لم يعد يُبكيني شيئًا، وهذه عقوبة لا يفهمها أحد.

‫ ‏إنني أموت كل ليلة ولا يعرف أحد، تزداد الدوائر السوداء حولي وأختنق. قل لي حلًا يُدخل الهواء إلى رئتي دون أن يتسبب ذلك في أذى.‏