اقتباسات من رواية سنوات الجري في المكان

كقطعة شاردة من بازل أعيدت أخيرًا إلى مكانها.

دُمُوعُك بحرٌ صدئٌ

‫ سيهجرُه الجميعُ في الشتاءِ

دُمُوعُك.. مثلُ بحرٍ تكسَّرَ ماردُه

أحيانًا الخوف من شيء يتحول إلى هوس وحب، أحيانًا نلقي بأنفسنا داخل فم الوحش لأننا نكره مشهد أنيابه وهي تتقدم نحونا.

أخاف الموت، أعاني من فوبيا شديدة، الموت هو اختفاء المادة، وأنا رعبي هو الاختفاء. أخافه وأحاول تجاهله

منفذك للعيش والحياة، تخيَّل أن يتحول ما بداخل جسمك إلى شر.

ما رائحةُ القلبِ؟

‫ حديقةٌ من زهورٍ؟

‫ أم مطهرٌ قويٌّ في غرفةٍ فارغةٍ؟

‫ ما القلبُ؟

‫ دقاتٌ فرحةٌ عند رؤيتِك؟

‫ أم خفقانٌ مؤلمٌ يشبُه غيابَك؟

تجربة السجن مرعبة.. تجربة النبيِّ يوسف في الجب هي ما صنعته، لا أحد يلتفت كثيرًا إلى هذا التفصيل

تخيَّل.. يوم واحد في مكان مغلق يجعلك تنسى الحياة، تعتقد أنك ستظل مكانك، ثابتًا وكأنك مجرد حجر يرفعونه، يضعونه، يحركونه على رقعة.

العرق يختلف بالمشاعر، تخيَّل، عرق الخوف يختلف عن عرق التوتر عن عرق الجنس، عن عرق الرياضة.

عَرَقُكَ.. مطرٌ من دموعٍ

‫ عرقُكَ.. خوفُكَ الخفيُّ

‫ بلا رائحةٍ.. مثلُكَ بلا رائحةٍ

‫ الخوفُ خوفٌ.. لأن لا رائحةَ لَهُ

الدماءُ داخلَكَ متاهاتٌ مفخخةٌ

‫ خارجَكَ.. بقعةٌ باهتةٌ على الأسفلتِ

‫ داخلَها.. أنت جنينٌ يكبرُ

‫ خارجَها.. مجردُ دميةٍ فارغةٍ..

‫ الدماءُ التي تتركُكَ

‫ لن تعودَ أبدًا

أن الروائح مثل كل شيء خدّاعة، العقل يخدع صاحبه بذكرى رائحة، يصنعها بنفسه تمسكًا بماضٍ لن يعود أبدًا.

ما الحياة أصلًا؟ مجرد مزحة.. تطلُّع إلى هدف بعيد مضيء ومُغرٍ، وعندما نصل إليه نكتشف أنه محض سراب.

الإنسان لازم يكون أناني في لحظة عشان يقدر يعيش..

صوتك هو تعريفك إلى العالم.. أو هو العالم بأكمله..

الفرق بين حياته الآن وحياته مع نانا، نفس الفرق بين وردة بلاستيكية بلا رائحة ووردة تتفتح أمامه في أصيص زرع.

صوتها يجعلك أكثر ثباتًا، وكأن وجودك يزداد ثقلًا على الأرض، مثل شبح يكتسي بالعظم واللحم والجلد ليعود إنسانًا. صوتها يشعرك بأنك أنت الحقيقي وليس المزيف..

تتشبث بصوتها لتعود بالزمن، صوت الأحباء ملاذ ومأمن. في لحظات الهشاشة تسترجعه كتراتيل مقدسة.

أن الصوت معقد جدًّا، وأنه يتحكم في كل الحواس الأخرى.