اقتباسات من رواية سنوات الجري في المكان

لم نعد نثق في أيِّ شيء، ولا حتى الفرح الهش وسط الأحباء لأنه في النهاية ينتهي مثل أيِّ شيء آخر.

. نحن الجيل الأكثر تواصلًا، وعلى الرغم من ذلك الجيل الأكثر إحساسًا بالوحدة.

سأتركها محاطة بالطوب مثل ضريح مكشوف إلى أن تتشربها فراغات الأرض، سيندمج جزء منه في ذرات العالم، ليظل باقيًا بشكلٍ ما.

المحبة لا تنتهي، لكنها تتحول المحبة لا تستطيع الجري في المكان مثله، تتغير وتتقدم وتجمع كل التفاصيل الصغيرة، كل الذكريات والضحك والبكاء والأغاني والرسائل واللمسات والقبلات والألوان والأصوات والروائح والنكهات، تكبر ككرة ثلج إلى أن تصل لآخر الطريق، ثم تتناثر

يسمع الصوت الصحيح أبدًا، يسمع أشباح الأصوات، وينساق وراء الانعكاسات، ويترك الحقائق مقابل الخيالات الكامنة في ذبذبات مستنقع مظلم بعيد.

ومتى تحولت الوجوه من مشاريع حكايات متخيلة لحيوات كثيرة، إلى وجه واحد متماثل، صوت واحد وقصة واحدة.

نفس الفرق بين وردة بلاستيكية بلا رائحة ووردة تتفتح أمامه في أصيص زرع

لا يصمم خريطة مطابقة للواقع، بل طبقًا لتخيله هو عن المكان الذي قضى فيه ١٨ يومًا، وعرف فيه نفسه، وفقد فيه نفسه

ميت موجود وحي غائب،

سيُبعث الميدان من جديد، وسيقوم الموتى من القبور، وسيعود الضالون إلى رشدهم، وستتحقق الأحلام كلها، ولو لدقائق قليلة تستغرقها الجولة.

الإنسان لازم يكون أناني في لحظة عشان يقدر يعيش..

أحيانًا عليك أن تواجه ماضيك، وأن تعترف أمامه بكل شيء.

هل تعرف أن فقدان الشم يجعلك تشعر وكأنك ميت؟ الرائحة تمنح كل شيء حجمه، بعده الأعمق والأكثر صدقًا، تخيل بحرًا بدون رائحة، مجرد مسطح هولوجرامي يمكن رؤيته على شاشة وسماع صوته عبر مسجل.

أحيانًا الخوف من شيء يتحول إلى هوس وحب، أحيانًا نلقي بأنفسنا داخل فم الوحش لأننا نكره مشهد أنيابه وهي تتقدم نحونا.

الروائح مثل كل شيء خدّاعة، العقل يخدع صاحبه بذكرى رائحة، يصنعها بنفسه تمسكًا بماضٍ لن يعود أبدًا.

الإنسان لازم يكون أناني في لحظة عشان يقدر يعيش..

ستعرفين أن لا شيء يستحق، وأنك ركضت طويلًا جدًّا من أجل اللا شيء، وأنك احترقت وتعبت وبكيت وقاومت لأنك تمسكت بطعم فرح ضئيل يشعلك للحظة ثم يتلاشى

سأركض في الشارع حتى أضيع.. أريد أن أركض حتى أضيع.

ثم فقدتُ شيئًا ما لا أعرفه.. شيئًا يشبه الكرة الصغيرة التي سحبتها الساحرة الشريرة من حلق حورية البحر فسكتت عن الكلام. فقدتُ يومها لساني، صوتي وحليمات تذوقي وقدرتي على البلع، كنت أفقد روحي شيئًا فشيئًا،

تزورني النكهات في أحلامي، تتناوب على حُليمات تذوقي وتحبطني، كل الأكلات التي أحببتها تلاشت ولم يتبقَّ سوى المرارة والعفن.