اقتباسات من رواية محاضرة في المطر

فالخيال هو تلك المنطقة حيث يبدِّل الشاعرُ الطقس، حسبما جاء في قول دانتي: «ينهمر المطر في الخيال السامي».

لعلّي أبالغ يا برونو. فنحن –معشر القرَّاء– نبالغ في ما نقول، وكثيرًا ما نختلق الروابط بين الأشياء. وبرغم كل شيء، فليس من الضروري أن تبرِّر موقفك، ولم يكُن ذلك من الضروري قَطّ.

ما دمتَ سعيدًا، فلستَ في حاجة إلى حكاية. اترك الحكايات لأولئك الذين يجب عليهم النجاة بحياتهم، ويسكِّنون آلامهم بالحكي»،

ما دمتَ سعيدًا، فلستَ في حاجة إلى حكاية. اترك الحكايات لأولئك الذين يجب عليهم النجاة بحياتهم، ويسكِّنون آلامهم بالحكي»،

لقد أُصِبتُ بألم الظهر الخليق بعلَّامة، مع أنني لم أقرأ كثيرًا بقدر ما فعل أولئك الخبراء الذين يلمّون بكل شيء عن موضوع في غاية الدقة، ولكن ظهري يؤلمني بقدر ما تؤلمهم ظهورهم أمضي نصف يومي منحنيًا، مُكِبًّا على القراءة، ثم

‫ بالمطر يتحرَّر الشعراء من العالَم، ويثيرون في النفوس شجنًا هيِّنًا على النفس، يليق بيوم غائمٍ، حين لا تُعتبَر حتى أسوأ الأشياء مُروِّعة تمامًا.

المحاضرة لون أدنى من ألوان الأدب، ولكنها تسمح بوصول أفكار بعينها إلى قلوب المستمعين. حذار، فأنا لا أقول «رؤوسهم»، وإلَّا كان ذلك ضربًا من المغالاة في الطلب. يكفيني أن يجلس أحدهم وينبض قلبه بطريقة أخرى. يحقّ للقلب أن ينعم بمفاجأة.

فنحن –معشر القرَّاء– نبالغ في ما نقول، وكثيرًا ما نختلق الروابط بين الأشياء.

لا يمكنك أن تملك حصَّةَ اليوم والأمس معًا، لا يمكنك أن تعود إلى ما كنتَ عليه في الماضي، وتبقى كما أنت عليه الآن. لا بدّ من الاختيار. السعادة واحدة ليس سواها. لا يمكنك أن تملك الشمس والقمر معًا

ليس من السهل أن تعير كتبك إلى مَن يحبّها بالقدر الذي يمنعه من ردّها إليك. بين فقدان الصداقة وفقدان الكتاب، فكلُّ عاشق للكتب يفضِّل فقدان الصداقة.

يتقبَّل الناس من المُفكِّرين العظام أو الفنانين الوثَّابين أن يكونوا أوغادًا، بل ويتوقَّعون منهم ذلك، لأن رهافتهم الراقية عاجزة عن الانسجام مع العالَم.

‫ بالمطر يتحرَّر الشعراء من العالَم، ويثيرون في النفوس شجنًا هيِّنًا على النفس، يليق بيوم غائمٍ، حين لا تُعتبَر حتى أسوأ الأشياء مُروِّعة تمامًا.

لا يُوجَد الذكاء إلَّا في حالة طليقة، عفوية، ولا يمكن أن يكون الذكاء مُجرَّد وضعية.

لا بدّ أن يبقى المرء ثابتًا أمام الصفحة، مسيطرًا على التوتّر: لأن حراك الذهن يتطلَّب سكون الجسد.

إن العالَم قائمٌ على قيد الوجود حتى يصير كتابًا». بل إن كل ما يحيط بنا كتاب، والمكتبة نبذة توجزه للقارئ.

أمضيتُ حياتي في ترتيب المكتبة، فبعثرَت الكتب حياتي.

إن المحاضرة لون أدنى من ألوان الأدب، ولكنها تسمح بوصول أفكار بعينها إلى قلوب المستمعين. حذار، فأنا لا أقول «رؤوسهم»، وإلَّا كان ذلك ضربًا من المغالاة في الطلب. يكفيني أن يجلس أحدهم وينبض قلبه بطريقة أخرى. يحقّ للقلب أن ينعم بمفاجأة.

الأدب هو ذلك المكان حيث ينهمر المطر. ولقد كرَّستُ زمنًا طويلًا من حياتي لجمع المظلَّات الأدبية. كما «أحرقتُ أهدابي» بحثًا عن الاقتباسات.

فالخيال هو تلك المنطقة حيث يبدِّل الشاعرُ الطقس، حسبما جاء في قول دانتي: «ينهمر المطر في الخيال السامي».

حتى في أسوأ اللحظات، والزنازين الأشدّ قسوة، تسمح لنا إحدى الغرائز بالهرب ذهنيًّا، والتحليق، وتجاوز الأحجار والجدران التي تحبسنا، وبلوغ السماء حتى نستخلص منها شيئًا.