لا فكاك أبدًا مِن التبعات العضوية لحضورك الإنساني، لذا حَاوط الرب صلاتك بطقوس جسدية لا تَنتهي، وضوء ومياه جارية تُعيد تعميدك، طهور بعد كل العوالق، هبوط ذليل تُلامس فيه الجباه التراب، الجسد معنيٌّ بالمُخاطبة تمامًا كالروح، لولا الجسد كذلك لما احتجب الله عن الحضور، نحن آلات عتيقة، محدودة عن رؤية الله بالحواس الممنوحة لنا، فالجسد ستارة لازمة لنختار إيماناتنا، ونرتبط بالضفة الأخرى، دون برهان حاسم يُفسد طبيعة اختبارنا.
جواد يبلغ منتهى وجهته > اقتباسات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته
اقتباسات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته
اقتباسات ومقتطفات من كتاب جواد يبلغ منتهى وجهته أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
جواد يبلغ منتهى وجهته
اقتباسات
-
مشاركة من Mostafa Sokkar
-
لا تموت فلسفة عجوز قديم في أطلال اليونان أبدًا، لأنها تُداعب فينا الحنين لعالم كان كل شيء فيه على ما يُرام، عالم نتحسسه كما نتحسس ثُقل طرف مبتور، لا زال يثير فينا إحساس امتلاكه السابق، ويثير فينا الحنين لاستعادته. تُمرر لي فلسفة العجوز طُمأنينة عذبة أن حقيقتنا محفوظة بعيدًا، وأن ما نظنه النهاية هو ظل لجمال بعيد لا أكثر، وأن صفو المرء ثمين، به يحضر الله للنفس، وبه يستعير الفاني لمحة من أبديته.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
ستظل طباعنا موسوية، لهفتنا وهلعنا تسبق صبرنا على ظلم اللحظة الراهنة ولا معقوليتها، سنغضب ونحطم ألواح الحكمة ونفرغ غضبنا على من نحب كما شد موسى أخيه هارون من لحيته، سنتوسل الله أن يحضر عيانًا، ليطمئننا، سنحيا وسط أقوام مُثقلين بالخوف، نستغفر لهم، نتيه معهم، قد نصل لأحلامنا، وقد نموت على مرمى حجر منها، عسى أن تجبر سعة أرواحنا، كل نقص في بشريتنا، وعسى أن يغلب السكون القلق، والطمأنينة اللهفة، واليقين الهلع، عسى أن نتوسل قول موسى كلما حاوطنا السوء: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
لو تبقت بالعالم مُصادفة واحدة، تتمنى أنْ تُقابل فيها ما تشتهي، فالتأنق الكافي لتلك المُصادفة هي أَنْ تدخر بروحك جمالًا بقدر ما تشتهي مِن جمال، وأَنْ تكون مُحبًا على صورةِ المحبوب الَّذي تتمنى، وأَنْ تكون النجاة التي تتمنى أَنْ تجدها،
مشاركة من Mostafa Sokkar -
يؤلم المرء أنْ يحضر في حكاية ما باستعارة ثُقل مثل الكراهية، وهو الهارب من الأثقال لكل دروب الخفة، يُفكر بقلب طفل أن يدعو كارهه لكوب مُثلجات، ويُخبره الكثير عن خفة عدوه وهواجسه وتعويذة اختفائه واغترابه عن كل عوالم الحضور، وفي نهاية الأمر أفك ثُقلي من أسر قلبه مُعتذرًا ومُمتنًا أنَّه سيتذوق خفة الحال مثلي في ليلته تلك
مشاركة من Mostafa Sokkar -
أنَا من الحمقى الذين يسألوا عن جدوى النزال قبل أن يسألوا عن مواقعهم منه، الذين اتخذوا الخفة وسواسهم وعُصابهم الخاص، فيتخففوا من أثقال السّوء قبل أنْ تغفو قلوبهم مودعة لدى بارئها في نهاية كل يوم، ويقايضون الغفران مقابل كل ندوب الإساءة، لتربح أرواحهم وإنْ انهزمت الأنا فيهم.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
مهما تواضع قدر ذواتنا، تملك صورتنا الصادقة العفوية جمالها الخاص، لأنها لا تُنافس أحدًا، ولا تُخفى ذرة منك تحت مائدة الخزي، تُستدعى النفس بكل أجزائها للمُثول للعالم، يُستدعى الأذكى فيك جوار الأخرق والمُتهور والجبان والديبلوماسي والحنون والجامح، لذا أُحب الصادقين في كل أحوالهم، ولو أثاروا صخب العالم، ولو قلبوا موازين الكمال والجمال، ولو أزعجوا كل القوالب المثالية ببشريتهم.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
جيفارا كان يهمس لرفاقه أنك لا تستطيع أن تسير لتحرير المظلومين بحذاء ضيق، عليك أنْ ترتدي أكثر أحذيتك راحة، وإن بدا قبيحًا لأن السير طويل، والأناقة مطلب لقطة عابرة لا حياة كاملة
مشاركة من Mostafa Sokkar -
الصدقُ له جاذبيته الَّتي لا تُخطئ، لا يتعلق بكون سجيتك الحقيقية ستكون أجمل أو أسوأ من أقنعتك، إنَّما بكونها حقيقتك وحسب، الموضع الأكثر أريحية لتُطِل منه على العالم، لن تظهر روحك عبر الصدق مُتألقة إنما مُستريحة، لا يُنافس الصدق في مضمار الجمال أو التأنق إنَّما في مضمار السكينة، الصادق يُصدر راحته وعفويته للعالم
مشاركة من Mostafa Sokkar -
مروءة النفس إنْ لم تجبر الضعف أَنْ تغُض الطرف عنه، فلا تقتحم أحدهم من ثغرة وهن في نفسه، أو فُرجة ضيقة لم تُستر في روحه، وخسة النفس فيمن رأيتهم يملكوا الناس من مواطن ضعفهم، مِن موطأ لا يصله عزم المرء، وقدرته، فينقاد لقلوب حوله ظنًا أنه مُخير ومُريد.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
المحبة لا تُؤْتَلَفُ فتُعتاد، إنَّما تُستكشف كل يوم، وتُبلغ فينال المحبوب ضمانة وميلاد كل مرة، وعكس منطق الأمور كلما نفثها المرء في عالمه، تُستعاد مُضاعفة، فينال القلب مددًا بقدر ما بذل، تَندم على فوات كلمة المحبة لمن رحلوا عنك، لمن لم يعودوا هُنا، فيجبر النبي ص فوات المحبة بالوصل.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
لكل امرئ نداهة ما، متى ناديته بها، يستجيب كل حي في كيانه، ويحيا معه سرده، ودي من تعريفات حُب المرء للغير، “خالد صدقة “ وصف حبيبته كالتالي: “أحبّك لأنك كنتِ الوحيدة في هذا العالم التي أستطيع أن أتحدث معها عن ثقبٍ صغير في جوربي ساعةً كاملة.. وأنتِ في كامل انتباهك..».
مشاركة من Mostafa Sokkar -
لا يملك المرء استنطاق صاحب الصورة الكاملة وهو ابن لقطة فيها، سجين إدراكها وحوافها، إنما يملك أن يُسائل قلبه عن واجب اللحظة، وأن يفر من مجالس تدبير المشيئة وتوظيفها، لمدارات حركة وفعل، وإن كانت بغوث جارك، هو فعل أكثر واقعية ونُبلا من سرد طويل لا يُثمر.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
لا يَتعلق البلاء بإعادةِ تشكيل العالم بمَا يتفق مع منظورك له، لا يَتعلق البلاء بترتيب إلهي تُشكله لصالحك، به يُعاقب الله مَن تكره وبه يُذل الله من تخشى، البلاء لا يُوظف دنيويًّا لخدمة رؤيتك للعالم، وإلا ستُفاجئك الحوادث التالية بما يُناقض تصورك الذي احتفيت به فتحتار أكثر في مُراد الرب منا.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
والقلب عنوان صاحبه، لذا أنَا جامع مُحب للحكايات، أُومن بدفء أنَّ لكل امرئ حكاية، وأرتجف حُزنًا على كل مَن مرَّ دون أن تُروى حكايته الصغيرة، بكل خيوط الجمال والصدق والخصوصية فيها، ولا حكاية تُشبه أخرى أبدًا، لكل حكاية فرادتها كبصمات الأصابع.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
فيبدأ الفرد ككون صامت مُغلق، وينتهي كتحقق سعيد بألوان وشمس وجمال لا يظن أحد أنه كان في طوية نفسك يومًا سجينًا؛ لذا كل دين، وكل فن، وكل سعي، محمود ويعول عليه بقدر ما يُعين المرء على إخراج صدق مكنونه للعالم، بقدر ما يُحقق له وصالًا مع آخر يحمل الخوف ذاته، والتوق ذاته، وكل مسعى لم ينفتح للمرء على تحقق صادق ووصال هو زيف وإن تدثر بكل الأقداس، وكل حقيقة جعلت المرء يُعانق قناعه ويصير سجين ذاته، هي زيف.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
يهمس لنا سقراط أن جزءًا من السعادة في تعظيم المتعة والرضا في مسعى المرء، في دائرة ما يملك وما يستطيع خير له من إطلاق النظر في مسارات الغير؛ كل مسع خاص، في زمنه، في إيقاعه، في ثماره، وحتى في نقطة نهايته إذ ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾، وفيما سبق كثير من سلامة القلب وسكينته.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
في ذات البناية ممكن تلاقي، مُكتئب كان إنجاز يومه هو أخد دوائه بانتظام والخروج لنزهة سيرًا بدل العُزلة، وعامل ادخر دخل أسبوعين لنُزهة مع أسرته في حديقة عامة مُتواضعة، وفتاة في أسبوعها الثالث من الحمية، كان إنجازها الصمود أمام حلوى مُسكرة، ورجل أربعيني يتعلم برامج التنسيق لكيلا يُطرد من عمله، التي تجيدها أنت منذ الصغر.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
نحن طريقة فقط من طرق لا تُحصى لتجلي الرب في عالمه، وهذا يجعلك على ضعف بشريتك، وعاءً يحتمل حضور الله فيه وتمرير حضوره للآخرين، قناة مُباركة تسري عبرها الرحمة في العالم.
مشاركة من Mostafa Sokkar -
النَّاس تتعرف على الله فينا، في أفعال الرحمة خاصتنا، لا يحمل الله وجهًا في المُخيلة، لكن حضوره قد يكتسي بكل الوجوه الرحيمة التي قابلتنا في الرحلة، ماذا يُعادل أن يتعرف أحدهم في وجهك على قبس من رحمة الله وحضوره؟ أن تكون على كل هشاشة بشريتك وضعفك، قُفاز رقيق تعمل عبره يد الرب في العالم
مشاركة من Mostafa Sokkar