نقيض الحبّ مختلفٌ تمامًا عن الكراهية، إنّه اللامبالاة، التبلّد، التباعد رغم العيش في مكان واحدٍ، ألّا تبتسم في وجه الآخر بعد أن كانت مجرّد رؤيتك إيّاه تمكّنك من الطيران، أن تنطق كلماتك اليوميّة «صباح الخير»، «نعم الغذاء جاهز»، و«قهوة؟» خالية من الدفء.
خبز على طاولة الخال ميلاد
نبذة عن الرواية
في مُجتمع قريته المُنغلق، يبحث ميلاد الأسطى عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خص المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت، وهكذا يقلبان الأدوار الاجتماعية. يظل ميلاد مُغيباً على حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه بما يحدث حوله. تتناول الرواية تعريفات مجتمع القرية المختلفة للرجولة، لكنها، تحتفظ بتعريف واحد للرجل الضد أو "اللارجل" الذي يكون ميلاد الأسطى رمزاً له. تُعيد هذه الرواية مُساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم "الجندر" وتُدين القوالب النمطية الجاهزة التي تحصر وظائف كل من المرأة والرجل في أطر مُحددة إذا تخطاها أحدهما تخطى الحد الذي سُطر له. إنها رواية الانتصار للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة، ورواية الانتصار للتجربة الإنسانية إزاء كل التوصيفات الثابتة.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 364 صفحة
- [ردمك 13] 978-9938-74-003-5
- دار رشم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية خبز على طاولة الخال ميلاد
مشاركة من Dedo N
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
لم يكن ميلاد الخباز يعلم أن انحيازه للطبيعة التي نشأ وتربى عليها ببساطة في أسرته المكونة من أربع نساء، يشاركهن كل تفاصيل الحياة والاهتمامات كواحدٍ منهن، ولا حتى أن تحوله لمشاركة والده العمل في الفرن الذي يمتلكونه واحترافه صنع الخبز بأصنافه وأشكاله المتنوعه، لم يكن يعلم أن ذلك كله سيقوده إلى مصيرٍ مأساوي مغاير، بل وكأني به يردد مقولة دميان بطل هرمان هيسه (لم أكن أريد إلا أن أعيش حياتي، لم أكن أعلم أن ذلك الأمر صعب للغاية؟)
في روايته الأولى التي جاءت مفاجأة على جميع المقاييس، بدءًا بالفكرة وطريقة التناول وصولًا إلى الاحتراف في الكتابة ورصد التفاصيل، توج ذلك كله بالتأكيد حصولها على جائزة البوكر هذا العام 2022، استطاع محمد النعّاس أن يصنع ملحمة بطله الإشكالي الخاصة، وأن يضعه في ظروف مجتمعه وبيئته الليبية شديدة الثراء والخصوصية، والتي يصادف بالطبع أنها تشبه الكثير من البيئات العربية المحيطة، ثم ينطلق من خلال رؤاه وأفكاره وتصرفاته إلى منطقة أخرى مغايرة تمامًا.
ماذا يفعل المجتمع مع ذلك الرجل المختلف عمّا اعتادوا عليه وألفوه من طريقة تعامل مع الأنثى بشكل عام، وبزوجته بشكل خاص؟! هل يمكن أن يتركوه لشأنه؟ لاسيما أنه لم يهدد في الواقع أمانهم أو سلاامهم المجتمعي، فلم يخرج إليهم شاهرًا سلاحه أو فارضًا قوته وسطوته، بل على العكس من ذلك تمامًا، هو رجل بسيط يعمل في الكوشة/الفرن، ويحترف صناعة الخبز، حد أنه يعتبره جزءًا من حياته، كل ما جناه أنه بادل زوجته الأدوار، فتركها تعمل في الخارج فيما هو يقوم على إعداد الطعام وتنظيف البيت وغير ذلك من أمور تواضع المجتمع على اعتبارها نسائية.
نتعرف على حكاية ميلاد وقصته من خلال حكايته نفسه، إذ يعمد النعّاس إلى استخدام تقنية الراوي المتكلم الذي يحكي لنا أطراف حكايته وكأنه يوجهها للقارئ مباشرة، وهي تقنية تجعل القارئ متعاطفًا مع الحكاية منذ السطور الأولى، ومن خلال ست فصول/ انتقالات نعرف تفاصيل الحكاية بدءًا بالمخبز، ثم المعسكر، الانتقال إلى دار غزالة، ثم يحضر بيت العائلة، فالبراكة، حتى ينتهي بنا المقام في الفصل السادس والأخير المطبخ.
..
يعرف النعاس كيف يجذب القارئ إلى عالمه ويشحذ لذلك الكثير من التفاصيل التي تخدم الحكاية وتؤدي وظيفتها بشكلٍ فعال في نسيج القص، بدءًا بحكاية ميلاد شديدة الخصوصية، إذ نعرف أنه الولد الوحيد على عدد من البنات، وكيف تكون حياته بينهم وما فيها من تفاصيل نسائية يتعرف عليها ببراءة وبساطة في البداية وتبدو مؤثرة عليه فيما بعد، ويصف اضطراب علاقته معهم بعلاقته "بالقهوة"، حتى يشب عن الطوق ويتعرّف على حبيبته زينب، التي يحمّلها كل أفكاره الرومانسية الجميلة، والتي تبدو له أخيرًا كهدية من السماء تصلح له عثرات أيامه، يحكي أيضًا تفاصيل مغامرات الشباب بين وبين ابن عمه العبسي ورفاقه، لاسيما فيما يتعلق بالاكتشافات الجنسية، ومحاولة إثبات "الرجولة" و"الفحولة في تلك العلاقات، يأتي كل ذلك بطريقة سرد الذكريات التي تحمل قدرًا من الحنين وبعض التأمل:
.
.
أخيرًا .. مقالي عن الرواية الجميلة على موقع الرواية
****
-
feras alessawy
كتاب تافه يدعو الى الانحلال والانحطاط الفكري وتجسيد واقع وهمي غير موجود إطلاقًا في المجتمع الليبي داعما بذلك أصحاب النفوس الضعيفه وذوات الانحلال الفكري والخيال الجنسي الى الظهور على الواقع ونشر الدعارة بين أفراد المجتمع وكان هذا الشيء هو بروز لواقعهم واطلاق العنان للأفكار الشيطانيه عند هؤلاء الأشخاص.
-
Aliaa Mohamed
هي رواية تُشبه رغيف الخبز، المكونات قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، مثل الخبز تمامًا، مجرد دقيق وماء وخميرة وملح، ولكن بتشكيل المكونات سويًا، يخرج لنا من رحمه منتجًا لا يشبه أصله في شئ، ولكن حتى نحصل على ذلك لابد من اتباع الخطوات بحذافيرها وعدم التعجل في مرحلة العجن أو التخمر أو التسوية.
نحن هنا أمام بطل الرواية، ميلاد أو الخباز الذي سيصنع لنا من قصة حياته خبزًا، سيحاول أن يجعله لذيذًا، كما يحب وكما تعلم، ولكن ربما كان الناتج في النهاية مخالفًا لما تمناه.
ميلاد الشاب الليبي الذي يخرج من كنف أسرة السواد الأعظم منها سيدات، أربع شقيقات وأم، وأب يحاول إعادة تشكيل نجله بعدما شعر بأنه فسد بسبب اقترابه اللا نهائي من شقيقاته، لدرجة تجعله جزءًا منهن ومن حياتهن في المراهقة دون شعور بالخجل.
يحاول ميلاد استعادة ذكورته، تارة باللجوء إلى العسكرية، وتارة بمحاولة تزييف صورته الخارجية، وتارة بصفع شقيقته، ولكنه يستعيد حقيقته المجردة في المخبز أو الكوشة، كما يُطلق عليها، لينصهر مع الخبز مشكلًا حياة مطهوة ساخنة.
يسرد لنا ميلاد قصة حياته ولكن ليس بالشكل الاعتيادي الروتيني، فنجد مقتطفات من ذكريات حديثة ممزوجة بقديمة ثم أحدث فأقدم، وهكذا، في عجان واحد.
الرواية تحاول أن تكشف لنا عالم ذكوري أنثوي، ميلاد بطابعه الأليف الذي يترك زمام الحياة لزوجته ويتكفل هو بمشاغل المنزل، وزينب الزوجة التي تدخل صراعين بين زوجها ومديرها في العمل، والمدام الغامضة التي نكتشف هويتها في النهاية، وما بين هذا وذاك هناك العبسي الذي يسمم بدن ميلاد بما يقوله الناس عنه وعن رجولته الناقصة، إلى جانب الشقيقات الأربعة اللواتي هربن من العراك رغم أن لهن عاملًا كبيرًا فيما وصل إليه بطلنا.
ولكن، هل خرج الخبز في النهاية ناضجًا وشهيًا ولذيذًا؟ بما تذوقته في النهاية شعرت بشيء ناقص، ربما هي النهاية التي لم تعجبني بشكل كافِ، ربما لأنني تمنيت خاتمة أفضل مما حدثت، ربما لتعلقي بشخص ميلاد وشعوري بأنه ضحية الجميع بما فيهم خبزه!
الخبز النهائي لم يكن ناضجًا بالدرجة المثالية، ولكنه لم يكن نيًئا في الوقت نفسه، ربما احتاج لمزيد من الوقت حيث شعرت ببعض التعجل من ميلاد في إخراجه.
هل تستحق تلك الرواية الفوز بجائزة البوكر؟ في البداية أؤكد أنني لم أعد أهتم كثيرًا بتلك الجائزة ولم يعد بداخلي أي مصداقية تجاهها منذ سنوات.
ولكن هل يستحق خبز ميلاد الجائزة؟ حقيقة لا أعلم، لم أقرأ سوى عمل واحد آخر مرشح للبوكر وهي رواية ماكيت القاهرة، كان عملًا مميزًا بالفعل، ولكن بالنسبة لي من الصعب بل من الإجحاف محاولة المقارنة بين عملين لا رابط بينهما سوى تواجدهما في قائمة المرشحين لجائزة ما، كل رواية منهما لها طابعها المميز ومن ثم لا أستطيع الإجزام بمن يستحقها.
شعرت أن تلك الرواية لكانت قد وجدت احتفاءً أكثر من هذا لو لم تكن جزءًا من سباق جائزة البوكر، الجائزة وضعت ثقلًا زائدًا على خبز هش يحتاج لمعاملة خاصة.
في المجمل، أحببت الرواية بغض النظر عن النهاية، أحببت طريقة السرد التي حولت مكونات رواية قد تبدو عادية وتقليدية إلى منتج عالِ المستوى وإن كان يحتاج لوقت أطول في التسوية حتى ينضج تمامًا كما قلت، ولكن بالنظر إلى كونها الرواية الأولى للكاتب فهو عمل يستحق الاحترام والثناء.
نهايةً، لو وددت شكر جائزة البوكر سيكون فقط لكونها جعلتنا على علم بكاتب واعد، وغلاف رائع.
التقييم النهائي بين 3.5 وأقرب لـ 4.
-
Fathia Daw
رواية لزرع الدياثه في الرجل الليبي فهي ليست غريبة ان تخرج من شخص مثل صاحبها فهو معروف بين الناس 👌 اتمنى منك فقط ان تبحث عن إجابة مقنعه بعد أن تلقى الله عز وجل ويسألك عن عمرك فيما افنيته وعن مالك فيما صرفته ! واسأل الله ان يشغلك في نفسك انت وامثالك
-
Ghada Moussa
إلى متى ستظل السياسة والجغرافيا تقسمنا كعرب؟ هو السؤال الذي تبادر لذهني وأنا أتابع الجدل حول فوز رواية الكاتب الليبي محمد النعاس "خبز على طاولة الخال ميلاد" بين من ينسب فوزها لحصة شمال افريقيا وبين من ينسبه لعلاقة عرضية بين بطل القصة ويهودي ليبي استضافه في تونس مما دغدغ عواطف لجنة التحكيم التي تسعى إلى التطبيع مع الكيان المحتل، أو لاحتوائها على ألفاظ وأوصاف خارجة، ومعظمها تبريرات بهدف الجدل وركب الترند ورفع مستوى العنصرية كما العادة عند أي حدث ثقافي أو إعلامي أو حتى رياضي عربي.
لا أحاول بمراجعتي هذه أن أفرض رأي على احد، ولكني من الفريق الذي يصر على أن وظيفة الادب وبالذات الرواية والشعر هي الامتاع وليس تقديم الحلول او الوعظ الاخلاقي الذي له فروع أدبية أخرى تهتم به. وأيضا من الفريق الذي كان له الحظ بقراءة معظم الروايات التي وصلت للقائمة القصيرة للبوكر والتعرف على أقلام واعدة من كل الوطن العربي ( أربعة من أصل ستة اكملتهم واثنتين لم استطع إكمالهما).
في روايته الاولى "خبز على طاولة الخال ميلاد" تمكن النعاس من شد انتباهي وجذبي إلى عالم ميلاد الخاص طوال المدة التي أمضيتها في قراءة الرواية، لدرجة اني حزنت عند انتهائها وخاصة اني تعاطفت مع ميلاد الباحث عن رجولته داخل مجتمع لا يريد ان يحيد ولو قيد أنملة عن التعريف التقليدي لمعنى الرجولة المتمثلة بالقسوة وعدم إظهار العواطف والتعامل النمطي مع المرأة كتابع وليس كشريك. كان ميلاد يجلس قربي ويخبرني قصته، حتى اني دخلت معه المخبز وشكلت معه العجين وشممت رائحة الخبز الطازج وشعرت بكل مخاوفه وهواجسه وأحساسه بالدونية وبعدم جدوى حياته ومحاولاته المتكررة لانهائها، وحتى اني أوجدت تبريرات للنهاية الصادمة والغير متوقعة للقصة.
لست بصدد حرق الأحداث، وسأترك لكم متعة قراءة الرواية بغض النظر عن أحقيتها بنيل الجائزة بل على الأقل كفرصة للتعرف على عمل أول لكاتب شاب من بلد عربي عاني وما زال من ويلات الحرب واستطاع رغم ذلك ان يضيف إلى المشهد الثقافي العربي برواية متماسكة مكتوبة بلغة عربية فصيحة مليئة بتفاصيل جميلة عن بلد ومهنة وتقاليد وأفكار لا نعرف عنها الكثير رغم تقاطعها في أكثر من مكان مع معظم أفكار وتقاليد مجتمعاتنا العربية.
من الرواية:
"هل أخبركَ بنقيض الحبّ؟ نقيض الحبّ ليس الكراهية، نقيض الحبّ مختلفٌ تمامًا عن الكراهية، إنّه اللامبالاة، التبلّد، التباعد رغم العيش في مكان واحدٍ، ألّا تبتسم في وجه الآخر بعد أن كانت مجرّد رؤيتك إيّاه تمكّنك من الطيران، أن تنطق كلماتك اليوميّة «صباح الخير»، «نعم الغذاء جاهز»، و«قهوة؟» خالية من الدفء، كأنّك تتحدّث مع موظّف في السجلّ المدنيّ بالبلديّة."
"تمرّ بي مشاعر الأبوّة، وتشتدّ على صدري، في كلّ مرّةٍ يخرج فيها رغيفي ناضجًا وجميلًا يدعوني إلى قضمه، فأخاف من هذه الفكرة، وأهرب من الخبز أيّامًا حتّى يخفت الطلب الملحّ على عقلي"
"كانت الأبوّة حلمًا مرتبطًا بالخبز. لطالما أردتُ أن أطعم أطفالي ممّا أنتجه، أن أرى الحماس واللهفة في أعينهم، بينما يقفزون حولي ينتظرون أن ينضج خبزهم"
"للرائحة تأثيٌر خطيرٌ على نفسيّة الإنسان، الرائحة والموسيقى يمكنهما أن تشعلا كلّ المشاعر المتناقضة التي تخالجك، يمكنهما أن تقوداك إلى الجنون، أو الانتحار، آه ما أجملها"
"إذا دخلت المطبخ لأبدأ العجن، أصبغ مخاوفي، سعادتي، طموحاتي، مطامعي، رغباتي، حزني، كآبتي، شهوتي، دموعي، شكوكي، لهفتي، اطمئناني، سكينتي، روعي، قلقي وجفافي في رغيفي الذي يظهر بشكل تلك المشاعر. الرغيف السعيد مرحٌ، الرغيف الكئيب كجثّة قنفذ، الرغيف الخارج من سكينة يديَّ يخرجُ هادئا، يمتصّ الخبزُ مشاعري ويجسّدها أمامي. كنتُ آكل رغيف الكآبة ناسيا إضافة الملح إليه، ورغيف الشهوة بملح زائد، ورغيف الشكّ قاسيا وجلفا. تأثّر اختياري الرغيفَ الذي أعمل عليه بمزاجي العامّ، كما تأثّر عملي على الخبز بفصول السنة."
"علاقتنا مع القمح تشبه تلك التي تربط السيد بالعبد، هو السيد في هذه العلاقة ونحن عبيده، وعرفت أن هذه العلاقة ذاتها جعلتها مهووسة بالخبز. إنه يعمل على مستويات كثيرة في العقل البشري، لم يشبع الإنسان قبل اكتشافه الخبز"
-
Mohamed Khaled Sharif
رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" هي رواية هامة، وليست لأنها وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية وقد تظفر بها، ولكن لأهمية موضوعاتها الشائكة المُتشعبة، وحرصها على تحدي المفاهيم الخاطئة للمجتمع، عن ما يصح أو لا يصح، أو عن المفهوم الأوسع للذكورة.
دعني أخبرك أن العنوان مشتق من المثل الشعبي الليبي "عائلة وخالها ميلاد"، وهو فيما معناه أنه تطبيق للرجل الذي لا يتحكم في نساء بيته أو عائلته، وبالطبع ستجد لهذا المثال أمثلة عديدة حتى لو أختلفت دولتك.
فنعيش قصة حياة "ميلاد" في وسط مجتمع لا يقبل إلا صورة واحدة للرجال، صورة لا بد أن تكون خشنة جلفة، يضرب النساء بسبب أو دون سبب، يطعن في شرفهم، ويعاملهم كالخُرق البالية، هم أداة جنسية بالنسبة له، آلة تُساعده لتُحقق حلمه الأكبر ليصبح أبو فُلان وأبو علان، يُحب أن يقهرها ويتلذذ بها، تلك هي الصورة النمطية عن الرجال، والجميل في الرواية، أنه ولأول مرة أرى تعاطفاً مع نموذج الذكورة، تعاطفاً من جانب التنشئة الخاطئة في البداية، يتربى الذكر على ما يصح ولا يصح، لا يجب أن تبكي، فالبكاء للنساء، لا تطبخ أكلك، فالطبخ للنساء، لا تقم بالأعمال المنزلية، فتلك للنساء، وهكذا دواليك، يوماً وراء يوم يُحفر في الذكر أن النساء هُنا لخدمته، يتربى على أن هذا هو الطبيعي، يراه في علاقة والده بوالدته، أو جده بجدته، أو حتى أخته بزوجها، يراه في أمثلة عديدة حوله، أصدقاءه في المقهى يتحدثون حول الرجولة والفحولة والذكورة الطاغية، كُل ذلك يضع الذكر أمام خيار وحيد لا ثاني له، أن يُصبح الصورة النمطية للذكورة، بل وقد يتخذ أسوأها مثل تحول "ميلاد" في النهاية.
يحكي "ميلاد" مآسأته المُسماة حياته، التي تخللها التربية على يد أخواته البنات، ثم العمل تحت أمرة أبيه في المخبز/ البتزريا، ليكتشف والده أنه تنقصه الرجولة، فيُقرر إرساله إلى الخدمة العسكرية، فيجد هناك من الرعب أهوال عديدة، هل هذا هو ثمن الرجولة؟ الضرب والتعنيف والسب والقذف؟ لم يكن ميلاد ليُريد أياً من هذا، كان يُريد أن يخبز خبزه، وينام قرير العين.
تربط "ميلاد" قصة حُب بـ"زينب" الذي يعرفها من صغره، وهنا أعترف أن القصة أتخذت جانباً مُثيراً للاهتمام، ولكنه ساعد أن يجعل لدي أسئلة كثيرة بما تُريده النهاية رغم معرفتي مغزاها، "زينب" هي على العكس التام من نساء قرية "ميلاد" أو حتى طبائع "ميلاد" نفسه، رُبما لذلك وقع في غرامها، مُستقلة، لها آرائها المغايرة للمجتمع، تعمل بوظيفة وتطمح أن تترقى وتُحارب مُديرها الذي يُمارس ذكورته عليها! فكانا رغم كل التضاد الواضح بينهما، يؤسسان لعلاقة قوية، ربطتهم لسنين قبل أن تخذلهم الحياة، في مواقف عديدة، ووساويس المجتمع من حولهما ساعدت في أن يكبر الشقاق بينهما.
من الواضح لنا أن "ميلاد" شخصية مُتذبذبة، هو ضحية للمجتمع بشكل كبير، يقع ذنباً على عاتقه، ولكن تلك التسلسلات التي مر بها في حياته، هيأته ليكون في النمط العام للنهاية.
الرواية سودواية في أغلب أجزاءها، وحتى أكثر أجزاءها سعادة وجدت فيها قتامة، وذلك أعطى للعمل وزناً أكبر، حيث أن المواضيع المطروحة به لا تتحمل الخفة، أو حتى لمحة خفيفة منه، لغة العمل جيدة، لا بأس بها، الحديث عن الخبز أخذ أكثر من حقه في رأيي، رغم أني أؤمن أنه عامل مهم، وله رمزيات مُتعددة يُمكن أن تراها، ولكن يمكن أن نكتفي بنصف الأمثلة المذكورة داخل الأحداث ليصل معناها.
النهاية مُربكة، رغم أنني قد أستطيع فهم التطور الذي حدث لـ"ميلاد" ولكنها لا تزال مُربكة، فأحد الشخصيات الهامة لم يُبرر نفسه كفاية، والحديث كله كان من جانب "ميلاد" فقط، الذي سيجعلك تشك بنسبة كبيرة، هل "ميلاد" يتخيل كُل ذلك؟ أم جزءاً كبيراً منه؟
ختاماً..
كانت تجربة جيدة بالنسبة لي، رواية هامة، أثارت أسئلة كثيرة في وجداني خلال القراءة، وترشيح مُستحق للبوكر، رغم الصعوبة التي عانيتها في التحصل على نسخة ورقية منها.
-
نهى عاصم
خبز على طاولة الخال ميلاد
ل محمد النعاس
غلاف غني بالألوان لرجل يرتدي قميص كله ورود ويمسك في يديه رغيف خبز..
ومن الخلف تطالعنا كلمات مباغتة عن القرية والخال ميلاد الذي عكس دوره في المنزل مع زوجته ولم يهتم حتى همس له ابن عمه في أذنه بالقيل والقال، فماذا سيفعل في مجتمعه الصغير هذا؟!
يهدي الأديب روايته إلى عدة أشخاص منهم نفسه ..
ثم يذهب بنا إلى مشهد بعنوان المخبز يبدأه بمثل ليبي"عيلة وخالها ميلاد" عن الرجل الذي لا يملك السلطة في بيته وهو إلى ذلك يقدح في أخلاق النساء أنفسهن كما يقول الكاتب..
❞ تزحلقتْ يدي وهي تضغط على ضلوعي، لأطمئن على وجودها جميعًا في مكانها الصحيح. شعرتُ لوهلةٍ بأنّني أخطأت العدّ، ربّما يكون هناك ضلعٌ ناقصٌ ❝.
هكذا هو احساس رجل استيقظ في الصباح منتظرًا وصول شخص ما إلى بيته فقام بتنظيف المنزل وإعداد كعكة بالفواكهة وها هو يعد الشاي بأعواد القرفة كما اعتادت زينب زوجته في أيام زواجهم الأولى..
ميلاد طفل ولد وسط أربع من البنات كانوا معظم أصدقاؤه، خباز ورث الكوشة"المخبز" من والده الذي أخذها أو سرقها كما يقال من صاحبها الإيطالي الذي عاد إلى إيطاليا حينما صارت الجماهيرية الليبية.. ثم جاء عمه ليسرقها منه..
خباز يثابر لسنوات يخبز ويرمي خبزًا لم يستطع أن يجعله مثلما كان والده حتى اليوم الذي نجح فيه وشم رائحة خبز الشيباتا الإيطالي كما كان يشمه ويتذوقه من والده..
ميلاد يمثل نوع من الغضب على عدة أشياء، تمنى لو يصاب بالصمم كلما استمع لصراخ والده في أمه أو عمه في المخبز، وحين سرق عمه منه المخبز شعر بالخيبة والخذلان وبأنه أصبح بلا سند أو فاقدًا لرجولته..
ميلاد يمثل صرخة للأب الذي يترك ابنه لأم وأخوات بنات يقمن على تريبته ثم يصرخ بعد فوات الأوان حينما يعرف أنه يضفر لهن شعورهن ويقوم بنزع شعر أرجلهن وصنع حلوى الشعر بل ويشتري لهن أشياء خاصة من الصيدليات.. حتى ابن العم كان يستغله أسوء استغلال ولم يدرك الأب هذا في حينه..
ميلاد لا يهتم بمعايير المجتمع للرجولة، فاستقال منهزمًا ورضى أن تعوله زوجته..
يعتقد الأباء أن العسكرية هي علاج المراهق المدلل المتشبه بالبنات، ولكن ما يحتاجه هذا الشاب حقًا هو علاج نفسي وليس الذهاب للعسكرية ليكون لعبة في أيدي جندي بالمعسكر والذي صرخ حينما شاهد ميلاد وشنطته الحمراء: "لدينا فتاة في المعسكر"..
ينتقل الكاتب بنا في الأزمنة فمرة يتحدث عن الحاضر ثم ينتقل للماضي ليذهب بعده إلى ماض أبعد ويعود للحاضر ..
الشخصيات في الرواية كثيرة ولكنها قليلة التواجد، أكثرها تواجدًا هو ميلاد وزوجته زينب والعبسي ابن عمه والمدام والصحفي الغامض الذي كان يحكي له ميلاد حكاياته..
يفكر ميلاد في الانتحار مرات ومرات إلا أنه في مرة يتذكر أنه ترك عجينه في المطبخ، فمن للعجين من بعده؟!
للخبز والعجين حكايات وحكايات ورموز مختلفة قد يستخلصها القراء
فالأخت صالحة تقول عن ميلاد أنها عجنته وخبزته، وميلاد وزينب جعلا منه مادة للحب، ويعامل ميلاد الخبز والخمير معاملة خاصة إذ يشبه العجين اللدن بالطفل أو العجن بلقاء الحبيبة، ويرتدي الثياب الجيدة عند إعداد رغيف جديد إذ يحب أن يراه الخبز بأحسن حال.. هو مهووس بالخبز وصناعته..
❞ إنّ مزاجي مرتبط بالخبز على الدوام. لم أرتبط بأيّ شيءٍ آخر في حياتي بأكملها كما فعلت معه. ❝
❞ كانت الأبوّة حلمًا مرتبطًا بالخبز. لطالما أردتُ أن أطعم أطفالي ممّا أنتجه، أن أرى الحماس واللهفة في أعينهم، بينما يقفزون حولي ينتظرون أن ينضج خبزهم. ❝
❞ - ما يأكله مجتمعنا لا يعدّ خبزًا، إنّه كائنٌ مشوّهٌ، الخبز الحقيقيّ مصنوعٌ بحبٍّ، تخيّلي لو أكلتِ يوميًا من خبزِ أمّك؟ ❝
❞ كنتُ أعتقد أنّ كلّ البناتِ في طرابلس كالعجين يمكنُ تشكيلهنّ حسب ما تريد، لكن ها أنتِ تثبتين لي العكس»، ❝
❞ لكنّ الكرواسون، إنّه… إنّه شيءٌ يشبه الرومانسيّة. ❝
❞ ربّما الهدف الوحيد الذي أردت تحقيقه هو أن أخبز أكبر قدرٍ من أشكال الخبز. ❝
❞ وهذا ما أحتاج إليه عند البدء في العجن والخبز، أن أكون راضيًا عن نفسي، تاركًا أفكاري في حقيبةٍ خفيّةٍ أرميها خارج المطبخ قبل الدخول، كما أترك عجلة الزمان تدور كما تشاء، فأنا على موعدٍ غراميٍّ مع فتاةٍ جديدةٍ أحتاج في ❝
❞ وأبدأ العجن بيدي. أنا أحبّ فعل ذلك. يمكنني التّفاعل مع المكوّنات، وتحسّسها وإرسال حبّي إليها وجعلها تشعر بما أشعر به، بدلًا من المغرف. ❝
الرواية تدل على خبرة وقراءات جيدة للمخبوزات والبيتزا وشتى الأطعمة.. فمثلًا هو ينصح من يصنع البيتزا بعدم وضع البيكنج بودر في العجين أبدًا..
بالرواية ألفاظ جنسية ومشاهد محوها من الرواية لن يؤثر فيها أو يقلل من قيمتها، فهي تسيء إلى كاتبها أكثر من أن تفيده..
ختم الأديب روايته بصورة قد تفاجيء بعض القراء ولكنها لما تفاجئني فميلاد كان لابد له من رد فعل يساوي كل ما مر به ..
من المقولات التي أعجبتني بالرواية:
❞ أنا من جيلٍ أنصت للراديو وأشرطة الكاسيت أكثر من إنصاته لكلمات والدَيْه. ❝
❞ أبي لم يجلس يومًا في السفرة نفسها مع أمّي، رغم كونه من عشاق أمّ كلثوم ❝
❞ عدتُ إلى رغيف خبزي. وضعته على الطاولة بعد أن خفّت الحرارة التي تحثّ بخاره على الرقص في الفضاء. ❝
❞ فالخبز في مرحلة العجين كائنٌ حيٌّ مثلنا، يتنفّس، يتحرّك، إنّه مليءٌ بالمشاعر، قد يغضب العجين فيفسد خبزك، قد ينمو جيّدًا، قد ينمو مشلولًا. ❝
وفي النهاية تمنياتي للكاتب بالمزيد من الإبداع..
#نو_ها
-
lama
أول صفحات الكتاب كانت حلوة و الواحد بيفهم أنو في مواضيع اجتماعية مهمة عم يحاول الكاتب يناقشها متل "مفهوم الرجولة" و الدين و إلخ. بس بعدين صارت الأحداث تاخود منحنى تاني بشع (أمور جنسية بحتة). الأسوأ من هيك مو بس صفحة و صفحتين، إنما تقريبا الكتاب كلو. أول كتاب بقرأو عتطبيق أبجد و ندمت كتير على اختياري إلو. المعايير و التقاليد الاجتماعية موضوع حلو بس للأسف الكاتب بعد تقريبا شي ١٠٠ صفحة بلش يركز على أمور تانية مش مفيدة خلتني اتخطى أغلب الصفحات لآخر صفحة لشوف النهاية (يلي صدمتني). لا انصح فيه بسبب ال porno.
-
Mena Shawky
رواية خبز على طاولة الخال ميلاد
الكاتب محمد النعّاس
التقييم: ٥/٣
هذه رواية من ليبيا
هل تعرف شيئا فنيا من ليبيا؟! كاتب، كتاب، فنان أو عمل سينمائي أو تليفزيوني؟!
في الأغلب لا تعرف.
أنا أيضا لا أعرف أي شيء من ليبيا،
وأتخيل لو تمشيت في شوارعها فمع أول نقاش مع أحد سكانها سينتهي بي الحال مقتولا وملقى في الصحراء.
سمعت عن إبراهيم الكوني وهشام مطر لكن لم أقرأ لهما أي عمل وتصدني عناوين إبراهيم الكوني الصحراوية الخشنة، لكن في خطتي على أي حال.
أقول هذا عن إحساسي وأعتذر عن جهلي وسطحيتي، لكن هذا مصير البلاد التي لا تنتج فنا أو ثقافة، البلاد التي أكلها الأخ القائد ووضعها بشعبها ومواردها في كرشه لسنوات طويلة.
نرجع لموضوعنا
هذا العام فازت رواية خبز على طاولة الخال ميلاد بجائزة البوكر العربية ولولا هذه الجائزة ربما لما وصلت الرواية إلى يدي بأي حال من الأحوال وهو دور الجوائز الأدبية على ما أظن.
رجلا رقيقا من ليبيا ليس كباقي رجال المدينة..
ميلاد يعيش وسط أهله كغريب، لا يشبههم، قلبه ليس كقلوبهم وعقله يحاول التكيف والوقوف في حد وسط بين قلبه وشعبه.
حدث هذا مصادفة، لا يد له في ذلك، وجد قلبه هكذا،
لم يقرر أن يكون لطيفا حنونا على أخواته البنات غير كل رجال المدينة حتى أبوه الذي ينتهره إذا رآه لا يكبر أمامه خشنا وفظا ورجلا ليبيا كباقي الرجال
❞ «رافقهنّ كحارس أو أب فقط» ❝ وصية أبيه
كل شيئ يجبر ميلاد على تعلم القسوة ولا يعرف،
فلم ينجح قائده في الجيش أن يجعل منه بندقية يوجهها حيث يشاء ولم يعرف صديقه العبسي أن يقسّي قلبه على زينب حبيبة عمره، ربما نجحت زينب نفسها في النهاية!
❞ «تعيش يوم ديك ولا عشرة دجاجة ❝
مجتمعا بأكمله رجالا ونساء، شعبا وسلطة تحرض ميلاد أن يعيش حياته بهذا الشعار يوم ديك ولا عشرة دجاجة وميلاد المسكين مقطعا بين قلبه وشعبه ولم يختر أي منهما ولم يرث عن عائلته وأبيه سوى مهنة صناعة الخبز والغرام به
❞ كان أبي عصبيًّا ولا يحبّ الناس، إلّا أنّه كان لطيفًا مع العجين ❝
يحكي ميلاد قصة حياته لكيان مجهول بصوت شخصي وبسرد جيد أو قل جيد جدا "بيتمشى في الزمن" في حياة ميلاد جيئة وذهابا من اليوم الذي نبدأ في التعرف عليه إلى أن يفقد قلبه وجزءا كبيرا من عقله في نهاية الرواية.
علاقة ميلاد بالعجين وصناعة الخبز أكثر جزء أصيل وملموس في الحكاية وتطغى على باقي علاقات البطل التي تبدو عادية ومكررة من روايات وأفلام أخرى حتى أننا لم نعرف الكثير عن علاقته بالله سوى في إشارات عابرة
❞ تذكّرت كلام الشيخ، في إحدى صلوات الجُمع، أنّ المنتحرين لن يدخلوا الجنّة. خفت أنّ الله لن يراني. حلمت مرارًا بمحاولتي الحديث معه، وهو يدير ظهره لي ❝
مشكلة الرواية بالنسبة لي أنها بدت عادية ومتوقعة في أجزاء كثيرة ولم تقدم أي جديد لغوي يذكر تقريبا وتعرضت للملل أكثر من مرة ولم يمنعه في مرات أخرى سوى طريقة السرد الذي لا يمشي في اتجاه واحد متقدما للأمام non linear
وفي محاولة التعرف على أي فن يأتي من ليبيا حاولت البحث عن موسيقى المغني الليبي أحمد فكرون، المغني المفضل عند ميلاد، لكن لم أستطع أن أكمل خمس دقائق من أغاني مختلفة له.
كما أعتقد أنه كان على الكاتب أو دار النشر أن يضعا تشكيلا عربيا معتبرا للكلمات القادمة من العامية الليبية مثل كوشة - بوخة - خطّيفة ...
عموما لم يكن وقتا ضائعا
-
Lobna Elhaw
#قرأت_لك_هذا_الكتاب
#خبز_على_طاولة_الخال_ميلاد
#محمد_النعاس
"عيلة وخالها ميلاد"
هذا مثل ليبي يقال للإشارة إلى العائلة التي يتهاون فيها الرجل الشرقي في أن يمارس شرقيته بمفهومها المذموم في إحكام قبضته على عائلته
ومن هنا ينطلق خيال الكاتب " محمد النعاس" في نسج رواية جميلة ذات سرد ممتاز
الرواية تحكي عن أخ اسمه ميلاد ، أخ لأربع أخوات بنات ، من وجهة نظر المجتمع فقد أثرت نشأته في عائلة أكثرها من النساء على رجولته
وفي الحقيقة لم أرى إلا جانباً إنسانياً جميلاً في الخال ميلاد ، رجل حنون ، طيب لدرجة السذاجة في بعض الأحيان ، قد أختلف منه في بعض المواقف وأتفق معه في أخرى ولكن أليس تلك هي حال النفس البشرية ؟
ما أعجبني بالرواية السرد والتسلسل الزمني إذ يتنقل الكاتب برشاقة بين الأزمنة فتارةً يذهب للماضي البعيد وتارة يكون أكثر قرباً ، ولكنه يفعل ذلك بمهارة فائقة ، يفتح لك عدة تساؤلات ويجعلك تفكر فيها دون أن يعطيك الجواب فتظل متشبثاً بأوراق الرواية لتعرف الجواب على الأسئلة المطروحة
الأحداث غير متوقعة أبداً ، ربما لم تعجبني النهاية بسبب ما طرحته من ألم وإن كانت نتيجة متوقعة للأحداث
من يقرأ الرواية لا يتصور أبداً أنها الإصدار الأول للكاتب ، كتابة جميلة وعذبة ومتميزة
من الاقتباسات التي أعجبتني:
-"كانت هي المركز وكانت حياتي تدور حولها"
-"كنت احب أن أعيش ألف سنة دجاجة ولا أن ألقي بنفسي كالديك من فوق سطح الإسطبل مدركاً أنني لن أطير عالياً إلا لدقائق "
-" لم أهتم يوماً بالرجال الأقوياء، أحببتك لأنك أنت، حنون ولطيف ولأنك تعد لي البيتزا وتنصت لكل ما أقوله، ولأنك تحترمني ، لا يهم إن كنت قوياً وقادراً على اللكم والضرب والركل ، كما لا يهم إن كنت شجاعاً كفاية للقتل من أجلي، ما يهمّ .. أنني عندما أمسك إصبعك الأصغر، أشعر بالسكينة"
-"ماذا يسمون هذا الشيء؟ أقصد حالة الرضى التي تمر بها المرأة بعد أن يضربها زوجها أو ولي أمرها، وبعد ذلك بأيام تعود حياتهما طبيعية كما كانت، يتركها تطبخ له دون أن يشعر بخشية من محاولتها تسميمه . ثمة شيء يفعله مربو الكلاب وهو تأديب كلابهم بالضرب والتعنيف ثم إطعامها، لكنهم لا يستخدمون اليد نفسها لفعل ذلك ، يضربونها باليسرى ويطعمونها باليمنى ، مع الوقت ينصاع الكلب ، وعندما يرفع المدرب يده اليسرى تجد الكلب قد تأدب . هل هذا ما يفعله الأزواج لزوجاتهم؟"
#لبنى_الحو
-
Ola Abdel Moniem
بدأت القراءة و الفكرة الوحيدة المسيطرة هي ضعف الرواية وتهلهلها بالمقارنة بالكيان الذي نافسها في وقت من الأوقات ومحاولتي التيقن من تلك الفكرة وإيجاد الأدلة الدامغة، لكن مع استمرار القراءة والتوغل فيها تأكدت أننا عمل محترم متكامل الأركان يناقش فكرة الهوية ويؤكدها بالتوغل داخل المجتمع الليبي وافكاره ومعتقداته وصراع البطل بين طبيعته اللينة الطيبة المتماهية مع ما يحيطها من ثلاث شقيقات وأم وبين ما يحاول أن يزرعه الأب ذلك الخباز الأكبر وكذلك ابن العم من أفكار بالية حول الذكورة ومتطلباتها في مجتمع لا يحتفي إلا بالشارب المفتول واللحية الكثيفة ويكاد يتجاهل الأنثى ومتطلباتها ويتنكر لأفكارها ويكاد يزدري من يحتفي بها ويعاونها ويسعادها أن تكون وتنجح، فخرج إلينا ذلك الميلاد العاشق لخبزه الراغب في تعلم كل جديد فيه والملتصق بالشقيقات حد قيامه بعمل حلوى الشعر لهن بل وقيامه بمساعدتهن في نزع شعر أرجلهن بنفسه وتزجيج شعر حواجبهن وما تلاه من تركه العمل والتفرغ التام للبيت وما يتطلبه من أعمال بينما زوجته تتجه إلى العمل في زي أشبه بالزي الرجالي المعروف، ينضح العمل بالصراع النفسي بين ما يحبه ويريده ويرتضي به وبين ما يفرضه المجتمع ويحتمه على الذكر حتى أنه يحتفي بالمتحرش المقتحم للأنثى ويكاد يحتقر المتخاذل عن ذلك الفعل حينما يتاح له و ييسر له القيام به.
رواية رائعة رُسِمت شخوصها ببراعة وحدة وكذلك رقة، كل ذلك في آن واحد، نجح الكاتب في عرض مجتمعه الليبي وخاض فيه بمشرط جراح ماهر لا ينقصه شيء ليمارس عمله بكل حرية وجرأة.
ناقش التعامل مع الآخر وقبوله وإن رفضه في سريرته لكنه يقبله في الظاهر ويتقرب منه مرات عدة حتى يصير الحذر شغفا وحبا في الاقتراب.
أحببت الخبز وخطوات اعداده وطقوس خبزه تلك التي كتبت بشغف وولع ومن قبله الحب.
رواية رائعة تستحق المزيد من الحفاوة والاهتمام ولننح تعصبنا القبلي جانبا ونقرأها بعين أخرى وبصيرة مضيئة مشرقة.
-
Ahmed Mousa
رواية بالمجمل جميلة. إذ تنقلك لطبيعة الأفكار والخلفيات التي يقع في مجملها الفرد العربي لجميع أطيافه وليست هي خاصة بالشعب الليبي ملعب الرواية ومسرحها. فالتشابهات لا تقف عند الشخصية فقط بل حتى الأمثال المضروبة تجد لها مكان كبير عند الشعوب والثقافات الأخرى. من هنا تصبح هذه الرواية بغض النظر عن مكان تواجد شخوصها قريبة من الجميع، بل أجزم أن الفرد بإمكانه أن يغير المكان ويبقي الشخوص ولن بتغير حينها الشيء الكبير . فهذه الرواية مهمومة بطبيعة الأفكار وتجاذباتها وما المكان إلا خلفية لهذه الأفكار وطريقة نموها ومن بعد ذلك نضوجها.
مع ذلك أجد أن طريقة سرد الأحداث باستخدام الأسلوب المباشر لم يجذبني بل هو أحادي التوجه والرؤية مما يجعلنا نقرأ الأمور من منظور شخصي بحت . كما أن النهاية المتعجلة لم تقدم الكثير . وأن كنت أتفهم ما ترمي إليه ولكن أسلوب السرد المباشر لم يخدم الشخصية بحيث تجعلنا نتفهم دوافعها ومعقولية ما تفعله. بمعنى لو أن الرواي كان مختلف حينها نستطيع أن نتفهم الحدث النهائي ونعجب به.
عموما تظل الرواية جيدة وأن كان يشوبها الكثير من التمطيط مع الرغبة بزرع المفاجأة أو الاقتصاص من الأحداث وتكمالها فيما بعد دون أن يكون لذلك داعي.
بالمقارنة مع رواية دلشاد المرشحة لنفس الجائزة أجد أن دلشاد أكثر تفوقا وقدرة بالفوز بالجائزة بغض النظر عن عدم قراءتي لجميع المتنافسين لنفس الجائزة، ولكن أتفهم أن يكون دور الرمز بهذه الرواية كان عامل جذب على الأقل من وجة نظري، بالفوز بهذه الجائزة
-
رِماح عبدالنبي
عندما قرأت التعليقات هنا سابقاً ظننت بأن الكتاب لا يرقى لمستوى الجائزة التي حصل عليها حقاً، ولكن المفارقة العجيبة أن الرواية على غرابتها جيدة، كانت رحلتي معها مختلطة، تارة أميل حباً لشخصياتها وتارة استحقرهم.. تتناول الرواية حكاية التناقض الذي يعيشها الرجل في مجتمعه الليبي والمشابه لبقية الدول العربية أيضاً.. معايير الرجولة التي قد لا تتساوى مع مفاهيم المعايير التي يربيها الشخص من اعتقاده الداخلي اتجاه الحياة، فقد عاش بطل قصتنا متأرجحاً إلى حد التهلكة.. النهاية صادمة جداً وإنني حقاً أشعر بالحزن على زينب.
ومن الجدير بالذكر أن كافة الأعمال الفنية في العالم تخضع لتصنيف محدد يتماهى مع المحتوى وتبعاً لجراءة الأفكار والصور المطروحة فيها، لهذا وجب التنويه بأن هذا العمل يحتوي على بعض المشاهد المخصصة للبالغين.. وعليه فإن كان وجود هذه المشاهد يؤثر على حكم البعض المنطقي على العمل.. فإنني اقترح بأن لا يتم تقييمه من قبلهم حتى لا يزيد ذلك من ضلال القراء وحيرتهم.. ودمتم.
-
Khaled Zaki
قرأت تلك الروايه بدافع الفضول لأعرف لما فازت بجائزة البوكر العربيه الكاتب سرده سلس ويدفع الملل لكن الفكره مبزوله كثيرآ
من قبل
ولما خرج عن النص وزبح أمرأته تحت وطأة المجتمع والعادات
وقد بادلها خيانة بخيانه فبدل من ضبطها بالجرم ذهب تاركآ اياها
تكمل خيانته
مادام رضي دور المرأه لماذا يطلق وحسب وفقآ لما تفعله المرأة
دائمآ تتطلب الطلاق او تكيل بذات المكيال
ثم الروايه مليئه بالألفاظ القبيحه